الخميس، 31 يناير 2013

التنصير في غرب إفريقيا.. العمل بعيداً عن ضجيج الإعلام

التنصير في غرب إفريقيا.. العمل بعيداً عن ضجيج الإعلام

التنصير في غرب إفريقيا.. العمل بعيداً عن ضجيج الإعلام (1 ـ 2)

يتحركون بخفة ودراية، ويتخذون وسائل متنوعة وفاعلة، ويفيدون من كل تراجع سياسي للمسلمين، وكل رغبة محركة لـ"الاستعمار" لبسط نفوذه في البلدان الإفريقية الغنية بالموارد الطبيعية.

تنوعت المذاهب النصرانية التي استهدفت إفريقيا لاسيما غربها ما بين كاثوليكية في البداية عبر الحملات البرتغالية أوائل الألفية الثانية، وما بين بروتستانتية مرافقة لحملات البريطانيين الأنجلوساكسون في إفريقيا، ثم دخلت الولايات المتحدة على الخط لاسيما مع رغبتها في جلب الأفارقة الأشداء إلى القارة الجديدة لاستخدامهم في زراعة الأراضي الشاسعة الخصبة في أمريكا.

بدأ المنصرون عملهم مع السكان الأصليين في بلدان الغرب الإفريقي، ومع الرقيق الذين تم جلبهم للعمل في أوروبا والولايات المتحدة، ثم شرع المنصرون في إقامة كنائس لتقوم بدور الرجل الأبيض المنصر في بلدان كسيراليون وليبيريا ونيجيريا وغيرها. واستخدم المنصرون أدوات متنوعة ما بين القهر والترغيب والاختطاف أحياناً للأطفال.

نفتح هنا ملف التنصير في إفريقيا عبر نماذج من منطقة غرب إفريقيا التي تتركز عليها جهود التنصير أكثر من غيرها، بسبع شهادات من الغرب الإفريقي، لعلماء ودعاة يوصفون هذه الظاهرة في بلدانهم، علاوة على أربع شهادات في مناطق أخرى نموذجية في إفريقيا.

يشمل الملف هذه الدول: بوركينا فاسو، الكونغو الديمقراطية، النيجر، سيراليون، الكاميرون، غانا، غينيا كوناكري، كينيا، أوغندة، تشاد، جزر القمر.

أمين المنظمة الثقافية للتنمية الإسلامية في بوركينافاسو: الفاتيكان يسعى لتذويب هوية مسلمي بوركينا فاسو.

أكد الدكتور جالو سيدو الأمين العام للمنظمة الثقافية للتنمية الإسلامية في بوركينا فاسو وجود غزو تنصيري شرس في بوركينا فاسو، ينطلق عبر مخطط مدروس وقديم، يسعى لتذويب هوية مسلمي البلاد واستعادة مجد الصليب في غرب أفريقيا.

وفي تصريح خاص لــ(المسلم)، اتهم د. جالو الفاتيكان بدعم هذا المخطط المشبوه حيث يسعى لتفعيل دور المنظمات التنصيرية في البلاد عبر سياسية تستهدف مجالي التربية والتعليم والقطاع الصحي بوصفهم من أكثر المجالات ضعفًا ومعاناة؛ مشددًا على أن الطابع المجاني لمدارس ومستشفيات المنظمات التنصيرية أغرى أعدادًا كبيرة من المسلمين على التوافد على هذه المؤسسات وإن كان هذا لا يعني اعتناقهم النصرانية ومع هذا فيمثل خطرًا كبيرًا على هوية وانتماء هؤلاء الذين تشكلهم هذه المؤسسات عبر نسق ثقافي يضمن سيطرة الفكر التغريبي عليهم.

وتابع د. جالو بالإشارة إلى أن الفاتيكان يواصل دوره التخريبي في أوساط مسلمي بوركينا فاسو حيث دشن خلال العام الماضي جامعة عالمية في مدينة بوبوجو لاسو لتخريج القادة وصناع القرار في بوركينا فاسو واختاروا هذه المدينة ذات الأغلبية الكاسحة المسلمة التي تقطنها.

ولم يكتف الفاتيكان بذلك ـ والكلام مازال للأمين العام للمنظمة الثقافية للتنمية الإسلامية ـ بل دعم بناء أكبر كنيسة كاثوليكية في المدينة وأفريقيا بعد كنيسة أبيدجان في جمهورية كوت ديفوار المجاورة.>>
ونبه د. جالو إلى أن هناك أكثر من 4000 مؤسسة تنصيرية تعمل في البلاد بين معاهد تعليمية ثانوية وابتدائية ومراكز تأهيل مهني وجمعيات خيرية وإنسانية كالمستشفيات والصيدليات ومراكز الرعاية وتدعم أنشطة هذه المنظمات سلسلة من المؤسسات الإعلامية التي تلعب دورًا كبيرًا في صناعة الأفكار والمبادئ والتأثير لصالح الكاثوليك والبروتستانت وشهود يهوه والتيارات الأخرى الدينية الموالية لهم.

وأفاد د. جالو أن منظمات التنصير التي تنتشر في أغلب مدن البلاد في مقدمتها العاصمة السياسية واجادوجو والعاصمة الاقتصادية بوبوجولاسو ومدينة ديدوفو تعمل ليلاً نهارًا لإقناع مسلمي البلاد الذين تصل نسبتهم إلى 65% من سكان بوركينا فاسو البالغ تعدادهم 14 مليونًا بالأكاذيب والخرافات بأن الدين المعترف به عند الله هو المسيحية.

وأوضح د. جالو إلى أن هناك عديدًا من الوسائل تستخدمها المنظمات الكاثوليكية التي تعمل تحت أمرة الفاتيكان منها مجلس الكنائس العالمي لتنفيذ مخطط خبيث لتنصير مسلمي بوركينا فاسو منها ابتعاث مبشرين ودعاة للقرى البعيدة وتهيئة الظروف لنجاح دعوتهم وتوزيع المستلزمات الطبية والملابس والأغذية للفقراء.

إضافة إلى تنفيذ مشروعات واستثمارات تنصيرية لتحقيق الهدف الأهم وهو بناء حاجز بينهم وبين الإسلام لمنع انتشار الدعوة الإسلامية في تلك القرى فهم لا يتورعون عن إنشاء كنيسة إذا عرفوا أن المسلمين شيدوا مسجدًا بها وإذا رأوا داعية استقر في مكان أرسلوا مبشرًا يسكن بجانبه وإذا تحركت قافلة دعوية إلى منطقة أرسلوا بعثة تنصيرية لمحو أثارها الدعوية.

أمين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالكونغو الديمقراطية: تناقص فيها تعداد المسلمين من 20 مليون نسمة إلى 5 ملايين!!

الكونغو الديمقراطية تحولت لرأس حربة للمنظمات التنصيرية:

أوضح الشيخ موديلو واماليما الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجمهورية الكونغو الديمقراطية بأن المنظمات التنصيرية في القارة الأفريقية تقف وراء تناقص أعداد المسلمين من 20 مليون نسمة غداة استقلال الكونغو في حقبة الستينيات إلى 5 ملايين مسلم في الوقت الحالي.

وفي تصريح خاص لـ(المسلم)، شدد الشيخ موديلو واماليما على أن غول التنصير قد استطاع افتراس الجسد الإسلامي في الكونغو مستفيدًا من معاناة المسلمين لعقود من الفقر الشديد والتهميش السياسي والاقتصادي على يد حكومات الكونغو المتعاقبة مما أسهم في ارتداد ملايين المسلمين حرصًا على الحصول على الدعم المالي واللوجيستي الذي تقدمه آلاف من المنظمات التنصيرية المنتشرة في جميع بقاع البلاد.

ويلفت الشيخ موديلو أن منظمات الأمم المتحدة المتخصصة تلعب الدور الأهم في تنصير مسلمي الكونغو لدرجة أن إحداها يطلق عليها AAB لها مئات من المكاتب في مدن البلاد لاسيما وبالتحديد في مدن كيسنجاني وكيفو ولومومباشي ذات الأغلبية المسلمة فضلاً عن الدور الخبيث الذي تلعبه منظمة مجد يسوع في البلاد مستغلة الفقر والتهميش والاضطرابات السياسية والأمنية التي تضرب طول البلاد وعرضها.

وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في الكونغو الديمقراطية إلى أن رئاسة الكرسي البابوي تعتبر الكونغو الديمقراطية رأس الحربة للتنصير في القارة الأفريقية لدرجة أن إحدى منظمات التنصير وهي الأخوة الكومبنيون قد رصدت مئات الملايين عبر كفالة الأيتام وتمويل نفقات تعليم أغلب الأطفال في المدارس لإغرائهم بالارتداد عن الإسلام واعتناق المسيحية وهو ما كانت له نتائج كارثية على المسلمين في البلاد لدرجة أنك تجد أسماء إسلامية بارزة لأشخاص غير أنهم يعتنقون النصرانية بسبب المد التنصيري الجارف.

وتابع الشيخ موديلو إلى أن منظمات التنصير تتبنى إستراتيجية من بيت إلى بيت وتوصل الكتيبات التي تدعو للنصرانية إلى جميع بقاع البلاد وكذلك يحاولون ترديد عددًا من الخرافات منها أن من يؤمن بالمسيح موعده الجنة فضلاً عن السعي تشويه صورة الإسلام والربط بينه وبين الفقر والتخلف مستغلين سيطرتهم على الآلة الإعلامية.

ويعتبر الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن المنظمات النصرانية قد استغلت الغياب الإسلامي التام عن الاهتمام بالكونغو لتنفيذ مخططها المشبوه لدرجة أنها أصبحت تربط بين اعتناق النصرانية وبين الحصول على منح دراسية سواء في داخل البلاد أو خارجها وضمان حصول من يرتد عن دينه على وظيفة في أرقى مؤسسات الدولة.

رئيس منظمة التضامن الإسلامي بجمهورية النيجر: الفقر والمجاعة سلاحا المنظمات التنصيرية في النيجر:

أوضح الشيخ إبراهيم الحاج شعيبو صالح رئيس منظمة التضامن الإسلامي بجمهورية النيجر أن الأوضاع الاقتصادية المعقدة وتفشي المجاعة وتصدر النيجر لقائمة الدول الثلاث الأكثر فقرًا في العالم، فتح البلاد على مصراعيها لمنظمات التنصير رغم أن المسلمين يشكلون 98% من سكان البلاد البالغين 12 مليون نسمة.

وفي تصريح خاص لـ(المسلم)، قال الشيخ إبراهيم صالح: "إن المنظمات التنصيرية لم تفوت ظروف الفقر والمجاعة لتحقيق مخططها الخبيث والمتمثل في إيجاد أقلية نصرانية في هذا البلد ذات الأغلبية الإسلامية الكاسحة حيث عملت هذه المنظمات على توطين مئات الآلاف من لاجئي جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة في العاصمة النيجرية نيامي بشكل يمكنهم من الحصول على جنسية البلاد والوقوف عقبة أمام مسيرة الدعوة الإسلامية".

ولفت الشيخ إبراهيم الحاج إلى أن المنظمات التنصيرية التي تقودها منظمة جيش مريم والجامعة اليسوعية وجماعة سفراء السلام وجماعة فرانكلين جراهام والجمعية اللندنية لنشر النصرانية ومنظمة دادا بارنر وكذلك يوجد نشاط بارز لمنصري مجلس الكنائس العالمي قد تجاوز الإطار السري.

حيث أن منظمات العمل التنصيري استغلت الأوضاع الصعبة لدعوة المسلمين بشكل مباشر لاعتناق النصرانية عبر الإغراءات المالية، مستغلة كذلك حالة الجمود والغياب التي يعاني منها أنشطة المنظمات الإسلامية لتعبث فسادًا في البلاد وتعمل على إفساد عقائد الكثير من مسلمي النيجر لاسيما في مدن نيامي ومارداي ورندر وتاهوا ومدينة بلما التاريخية.

ولفت رئيس منظمة التضامن الإسلامية إلى أن خطر تصاعد نفوذ المنظمات التنصيرية لا تتوقف على هوية البلاد الإسلامية بل يهدد بتقسيم البلاد وتحويلها إلى موزاييك عرقي وقبلي يتناحرون فيما بينهم سعيًا لالتهام ثروة البلاد من اليورانيوم والنفط التي تملأ جنبات البلاد المختلفة.

ونبه الشيخ إبراهيم الحاج إلى أن استمرار التجاهل العربي والإسلامي للأوضاع في النيجر يهدد بكارثة في ظل المجاعة والجفاف والفقر الذي يضرب البلاد من طولها لعرضها بل ويصعد من فرص اقتلاع جذور الإسلام من البلاد ذات الأغلبية الكاسحة وصاحبة التاريخ كواحدة من أهم مقرات الدعوة الإسلامية في إفريقيا.

رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بسيراليون: مسلمو سيراليون بين مطرقة التنصير وسندان "الألماس":

أوضح الشيخ حامد كاني رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في سيراليون أن الحرب الأهلية التي ضربت البلاد ولمدة تزيد على عقد من الزمان فتحت الباب على مصراعيه لعشرات من المنظمات التنصيرية التي وجدت في مئات الآلاف من شعب سيراليون يعاني من كافة أنواع الإعاقة الجسدية بفعل حدائق الألغام التي زرعها جيش التمرد في مختلف أنحاء البلاد.

وفي تصريح خاص لــ(المسلم)، قال الشيخ كاني: "إن هذه المنظمات المشبوهة قد ركزت على مجال الطب البديل وتوفير الأطراف الصناعية لمئات الآلاف من السيراليونيين لاكتساب تأييدهم وإغرائهم بالانضمام لجحافل الكنيسة الكاثوليكية التي أخذت عهدًا على نفسها بتحويل سيراليون إلى معقل للصليب ومقر لمجد يسوع كما يزعمون".

ويعتبر رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن العدد الكثير من المدارس والمستشفيات العامة والتخصصية لاسيما في مجال الطب البديل الموجودة في أغلب مدن البلاد وفي مقدمتها العاصمة فريناون ومدن كويدو ويو وكيما قد تحولت لمعاقل لنشر النصرانية بين أبناء شعب البلاد المسلم حيث تمارس منظمات المعهد الكاثوليكي للعلاقات العامة ومقره لندن الدور الأهم في تنفيذ المخطط التنصيري المشبوه.

وتحظى بدعم من عديد من المنظمات منها المركز الكنسي التابع للأمم المتحدة ومنظمة الأم تريز أو جمعية الروح المقدس فضلاً عن الدور المشبوه الذي تقوم به منظمة أحباء بلا حدود وجمعية لندن التنصيرية والكنيسة النرويجية الإنجيلية اللوثرية التي وضعت على عاتقها استهداف مجموعات محددة من الشعب السيراليوني لاسيما العاطلين منهم التي تزيد نسبتهم على 50% من جملة القوى العاملة في البلاد.

وأشار كاني إلى الدعم الشديد الذي تحظى به منظمات التنصير العالمية من قبل شركات الألماس المتعددة الجنسيات التي لعبت الدور الأهم في إشعال الحرب الأهلية التي فقد بسببها ما يقرب من مليون سيراليوني حياتهم أو تعرضوا لإعاقات وتهجير وتحولوا إلى لاجئين بفضلها لاعتراض الرئيس كباح على هيمنتهم على ثروة البلاد من هذا المعدن النفيس وتحويل استثماراتهم للخارج دون أن يستفيد منها الأغلبية الفقيرة من شعبنا.

وأوضح رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن هذه المنظمات لا تترك حيلة لاختراق المجتمع السيراليوني المسلم وإلا أقدمت عليها وفي مقدمتها التركيز على فئة الأطفال والصبيان وإغرائهم بالأموال والملابس والأحذية للذهاب إلى الكنائس التي تملأ مدن البلاد بفضل سيطرة العلمانيين المسيحيين على الحكم منذ استقلال سيراليون وسعيهم لتجفيف المنابع الإسلامية لشعب سيراليون عبر القضاء على مؤسسات التعليم الإسلامي والقضاء الشرعي والإجهاز على مؤسسات اللغة العربية سعيًا لفرض الإنجليزية كلغة وثقافة وهو ما نجحت فيه هذه النخب بشكل كبير.

وتابع الشيخ كاني بالتأكيد على استخدام تأشيرات السفر إلى أوروبا للعب دورًا بارزًا في تنصير عدد من أبناء المسلمين نظرًا للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وهي ردة ظاهرية في أغلب الأحيان حيث ما يلبث شبابنا بعد الوصول إلى أوروبا إلا الذهاب إلى أحد المراكز الإسلامية وإعلان الشهادتين من جديد والعودة إلى جادة الصواب وهو ما يؤكد أن التنصير رغم خطورته ونفوذ من يقفون وراءه لا مستقبل لهم في بلادنا شريطة أن يتذكر العرب والمسلمون شعب سيراليون بالدعم المالي والفني لإنقاذ هويتهم المسلمة.

رئيس جمعية الشباب الإسلامي بالكاميرون: المنظمات التنصيرية تنتشر كالسرطان بالكاميرون:

أوضح الشيخ عثمان أحمد كشك، رئيس جمعية الشباب الإسلامي بالكاميرون أن هناك انتشارًا سرطانيًا للمنظمات التنصيرية في جميع أنحاء الكاميرون بما فيها المناطق النائية التي تبعد بعضها عن العاصمة ياوندي بأكثر من 1500 كيلومتر حيث تستغل هذه المنظمات حالة الجهل المطبق بالإسلام والأوضاع الاقتصادية المتدنية لاسيما في صفوف الأميين والمزارعين لنفث سمومها في أوساط المسلمين والوثنيين.

وفي تصريح خاص لــ(المسلم)، يلفت الشيخ كشك إلى أن النشاط المكثف الذي تقوم به المنظمات البروتستانتية ذات الإمكانيات المالية الهائلة لاسيما الكنيسة المعمدانية الأمريكية والكنيسة الإصلاحية الجنوبية وجمعية الإنجليكانيون التبشيرية وما يطلق عليه المشروع الوطني لمحاربة أمراض العمى وجمعية رسالات المحبة ومنظمة أوكسفام حيث تركز هذه المنظمات على المناطق النائية من البلاد وعلى رأسها مدن تاورا وماريو وساومبان لضمان تحقيق نجاحات في هذا البلد قد يعوض فشلها في عديد من البلدان المجاورة.

وأوضح رئيس جمعية الشباب الإسلامي أن منظمات التنصير لم تنجح في تحقيق نجاحات تبرر الإنفاق الرهيب لهذه المنظمات لاسيما البروتستانتية التي يتردد أنباء عن رصدها ما يقرب من 30 مليار دولار لتحويل القارة الأفريقية إلى قارة مسيحية بحلول عام 2017م لافتًا إلى أن مدن الكاميرون لم تشهد حالة تنصير واحدة خلال السنوات الأخيرة غير أن هذا لا ينفي خطورة اختراق هذه المنظمات للمجتمع الكاميروني بالعمل على إبعاد الأجيال الشابة عن التمسك بصحيح الإسلام وهو ما تحاول التصدي له الهيئات الإسلامية بقوة.

وأضاف أن المنظمات التنصيرية قد استغلت تساهل الدولة للانتشار في معظم مدن البلاد عبر بناء أكبر مجمع تعليمي في العاصمة ياوندي وهذا المجمع ملحق بكنيسة القديس بولس التي تشهد حملات منتظمة لتوزيع الأشرطة التي تبشر بالأناجيل مرفق بها صور للمسيح وأمه بالإضافة إلى توزيع مساعدات مالية على سيدات البيوت بشرط زيارة الكنيسة بصورة منتظمة مع أطفالهن.

إضافة إلى تدعم أنشطة المنظمات التنصيرية في الكاميرون شبكة من الإذاعات في مقدمتها إذاعة صوت الإنجيل التي تنشر بثها في جميع بلدان الغرب الأفريقي عبر عدة لغات الفرنسية والإنجليزية والسواحلية لمخاطبة جميع الفئات سواء في الكاميرون أو دول الساحل الغربي لأفريقيا.

التنصير في غرب إفريقيا.. العمل بعيداً عن ضجيج الإعلام (2 ـ 2)

همة برس - خاص بالمسلم | 7/8/1430

- رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في غينيا كوناكري: منظمة ماري ستوبس تقود المد التنصيري في غينيا.

أكد الشيخ علي جمال بنجورا رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في غينيا كوناكري أن المنظمات التنصيرية وفي إطار سعيها لاستئصال شأفة الإسلام من غينيا قد أبرمت تحالفًا مع الفرق المشبوهة والمذاهب الهدامة كالماسونية والبهائية والقاديانية للمضي قدمًا في مخطط تذويب هوية الأغلبية المسلمة الكاسحة في غينيا حيث تسعى هذه المنظمات لاستغلال سيطرتها على الآلة الإعلامية التي لم تعد يهمها إلا الترويج لمظاهر الانحراف والأفلام الخليعة ومخاطبة الغرائز لإفساد عقائد المسلمين.

وفي تصريح خاص لـــ(المسلم)، اتهم الشيخ جمال بنجورا منظمة شهود يهوه باختراق المجتمع المسلم في غينيا بدعم من مئات منظمات التنصير، منها جماعة ماري ستوبس التي تمارس دورًا تنصيريًا مشبوهًا حيث سعت هذه الجماعة لإفساد شهر رمضان الماضي على المسلمين بتنظيم مأدبة غذاء في غرة الشهر الفضيل.

ودعت الشباب للمشاركة في هذه المأدبة وهو ما واجه رفضًا شديدًا من قبل الشباب فما كانت المنظمة إلا الاعتذار بخبث عن عدم معرفتها ببداية الشهر الفضيل بل وألحوا على الشباب لتناول الطعام بزعم أن إفطار يوم أفضل من إفساد هذه الكميات المهولة من الطعام فاستجاب الكثيرون لها بسبب جهلهم بتعاليم الإسلام.

وتوضح هذه القضية ـ والحديث مازال على لسان الشيخ بنجورا ـ لبيان مدى النفوذ الذي تتمتع به هذه المنظمات في بلادنا ومدى تمتعها بإمكانيات مالية مهولة لدرجة أن هذه الإمكانيات تسهل لها الوصول إلى مناطق معروفة بارتباطها بالإسلام مثل مدينة فوت جالون النائية التي أغرقت بآلاف من المنصريين.

ويرى بنجورا أن خطورة عمل المنظمات التنصيرية والبروتستانتية على وجه التحديد ومنها التحالف المسيحي المبشر وجمعية الكتاب المقدس الدولي ومنظمة فرويتيرز والكنيسة الإصلاحية الأمريكية وجمعية رسالات المحبة تتمثل في اندماجهم مع مواطني المناطق الريفية في غينيا وارتدائهم أزياء الأغلبية الغينية بل والتسمي بأسماء إسلامية مثل محمد وإبراهيم لإيجاد نوع من الألفة والتمهيد خطوة خطوة لتنفيذ المخطط الخبيث.

وأوضح رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية رغم هذا المد الجارف فإن هذه المنظمات لم تحقق أي نتائج إيجابية غير أن الشيء العجيب في هذا الصدد أن اليأس لم يقترب من هذه المنظمات لدرجة أن أحد أهم المنصريين أشار في حديث مع أحد قيادات التجمعات الإسلامية إلى عدم ضيقه من عدم تحقيق نتائج إيجابية لاسيما أنه يزرع اليوم وينتظر الحصاد بعد مدة وهو ما سيأتي إن آجلاً أو عاجلاً بحسب حديثه.

ونبه بنجورا إلى خطورة العبث التنصيري على وحدة البلاد فهم يسعون لإشعال الفتنة الطائفية بين الأغلبية المسلمة والأقلية المسيحية عبر إغراء الشباب المسيحي بإبداء اعتراضات على إنشاء أي مشروع إسلامي حتى لو كان مسجدًا وهو ما يضع الاستقرار في البلاد على المحك.

ولفت بنجورا إلى أن هذه المنظمات تستغل الأوضاع الاقتصادية الصعبة جدًا في غينيا لتنفيذ أجندة خبيثة عبر تقديم دعم مالي للشباب وإغرائهم بالسفر لأوروبا والحصول على منح دراسية في أرقى الجامعات الأوروبية والعودة لتولي الوظائف العليا في البلاد بعد صبغهم بالصبغة العلمانية لاسيما الفرانكفونية منها ليصيروا عرابين لنشر هذا الفكر المشبوه.

- رئيس اتحاد المؤسسات الإسلامية في كينيا: المنظمات التنصيرية تسعى لتحويل كينيا إلى "فاتيكان أفريقيا".

أوضح الدكتور عبد الغفور البوسعيدي؛ رئيس اتحاد المؤسسات الإسلامية في كينيا أن الاهتمام الغربي عامة، والأمريكي خاصة، بكينيا أسهم في إغراق أراضيها بمئات من المنظمات التنصيرية، لدرجة أنك لا تجد شارعًا واحدًا سواء في نيروبي العاصمة أو في مدن مثل مومباسا، وكيلو وماليندي، إلا وبه مقرًا لإحدى البعثات التنصيرية!.

وفي تصريح خاص لـ(المسلم)، أوضح د. البوسعيدي أن الاهتمام من قبل المنظمات التنصيرية أصبح جليًا جدًا لدرجة أنهم أطلقوا عليها "فاتيكان أفريقيا"، وتمتلئ مدنها بمؤسسات تنصيرية، في مقدمتها: أكشن أند، ورلدفينش، والإدفنسنت، وجماعة الكرسي الرسولي، ومنظمة البابا يوحنا بولس التي لا تخفي مساعيها لتطهير كينيا من الملايين العشرة من مسلميه ـ على حد زعمهم ـ.
وأشار البوسعيدي إلى أنهم يستهدفون بقوة مناطق الشمال والشرق، مستغلين الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتصاعد نسبة الفقراء فيها لما يقرب من 50%؛ حيث تقدم هذه الإرساليات دعمًا ماليًا سخيًا لهؤلاء الفقراء، فضلاً عن إنشاء مستشفيات ومدارس ومشاريع تنموية في مناطق المسلمين شريطة الانضمام إلى المدارس المسيحية وخلق حالة انفصام بينهم وبين الدين الحنيف.

وتعتمد هذه المؤسسات بحسب د. عبد الغفور في مخططها المشبوه على افتقاد مناطق المسلمين للمدارس واقتصارها على المدارس القرآنية والإسلامية التي تفتقد لأبسط الإمكانيات، ومع ذلك فهي تقف عقبة كئودًا ضد انتشار المد التنصيري في أوساط المسلمين.

ويرى رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في كينيا أن المنظمات التنصيرية تنفق بسخاء وسفه في كينيا وتعمل على الوصول إلى المناطق النائية في البلاد، وانطلاقًا من أن الذئب يأكل من الغنم القاصية، لدرجة أنها تختار أوقات الضحى والظهيرة وغياب الرجال عن المنازل لمحاولة تشويه، وإفساد عقيدة النساء في المناطق الإسلامية.

وتقديم مساعدات لهن بشرط إحضار أبنائهن للكنائس لإبعادهم عن الإسلام وخلق أجيالاً علمانية لا ترتبط بدينها الحنيف ومع هذا ـ والكلام مازال للدكتور عبد الغفور البوسعيدي ـ فلم تحقق هذه المنظمات شيئًا ذا قيمة في أوساط المسلمين بل واقتصرت النجاحات التي حققوها في مناطق القبائل الوثنية وعلى رأسها قبيلة فورانا.

ونبه د. عبد الغفور إلى أن عدم تحقيق المنظمات التنصيرية العديدة نجاحات لا يعني انتفاء الخطر بل توجد فرصة للمنظمات الإسلامية للاهتمام بمسلمي كينيا والعودة إليها بشكل قوي لمساعدة أبنائها على الحفاظ على هويتهم وعدم الوقوع فريسة لأنشطة هذه المنظمات المشبوهة.

- نائب مفتي أوغندا: البروتستانتية تقترب من افتراس الجسد الإسلامي بأوغندا.

كشف الشيخ محمد سيماكولا نائب مفتي أوغندا عن أن الدستور العلماني للبلاد سمح للمنظمات التنصيرية للعمل في مدن أوغندا وعلى رأسها العاصمة كمبالا، بل واعتبار البلاد أرضًا خصبة ونقطة انطلاق للغزوات التنصيرية في معظم مناطق شرق ووسط أفريقيا مستغلة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتفشي الجهل بالدين في بعض أوساط المسلمين فضلاً عن استغلالها لانتشار الأمية والبطالة لبث سمومها.

وفي تصريح خاص لـ(المسلم)، قال الشيخ سيماكولا: إن هناك أعدادًا كبيرة من المنظمات التنصيرية يصل عددها لأكثر من 200 منظمة تقف في مقدمتها الكنيسة المعمدانية الأمريكية التي وصلت حملاتها التنصيرية إلى جميع البقاع الأوغندية بما لها من إمكانيات رهيبة وكونها الذراع التنصيرية للكنيسة البروتستانتية.

وأضاف لا تقف الكنيسة المعمدانية وحدها في هذه الحرب الضروس بل تدعم من قبل عدة منظمات منها أولد كوميشون وجيش مريم وشهود يهوه ومنظمة أحباء لا حدود فضلا عن منظمتي أوكسفام وكاراتياس المتخصصة في شئون تنصير الأطفال والتي أنشأت مكاتب في معظم المدن التي تعد معاقل للمسلمين في أوغندا منها توينا وامبالي وانكانكافورت وبورتل وسوروبي.

ويلفت نائب مفتي أوغندا أن منظمات التنصير في سعيها لتنفيذ مخططها الخبيث قد دشنت عدد من الإذاعات المحلية للتخديم على أنشطتها التنصيرية من بينها إذاعة كرتولايف وراديو أوغندا وراديو ماريا توب؛ مشددًا على الدور المشبوه الذي تمارسه أندية الروتاري والليونز التي تصاعد خطرها على الجسد الإسلامي في أوغندا بشدة.

ويرى سيماكولا أن مخطط المنظمات التنصيرية لم يتوقف عند هذا الحد بل أن نفوذها المتنامي في أوغندا قد جعلها تدفع البرلمان الأوغندي لإقرار حزمة من التعديلات على قانون الأحوال التي تتناسب مع مقررات ومؤتمرات الأمم المتحدة للسكان المشبوهة "السيداو" ومحاولة فرضها على المسلمين الذين انتفضوا في وجه هذه التعديلات بشكل أجبر الرئيس يوري موسيفني على التدخل واستثناء المسلمين من تطبيق هذا القانون واستمرار تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية عليهم.

وشدد نائب مفتي أوغندا إلى أن هذه الغزوة التنصيرية رغم شراستها لم تستطع تحقيق الأهداف المرجوة منها برغم الإغراءات الشديدة التي تقدمها وعلى رأسها ضمان وظيفة في جهاز الدولة عقب التخرج وتوفير دعم مالي للتعليم في المراحل المختلفة وتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية للمتنصرين إلا أن هذا الأمر لم يفلح في إغراء المسلمين للنكوص عن دينهم بل وعلى العكس نشطت الدعوة الإسلامية في أوساط القبائل الوثنية الموجودة في كافة المدن الأوغندية.

- "الخبز مقابل يسوع".. لتذويب هوية مسلمي تشاد

أكد الشيخ علي أحمد طه المسيري نائب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بتشاد أن اهتمام المنظمات التنصيرية بالبلاد أصبح لافتًا بشدة فزيارات الرئاسات الدينية الكاثوليكية لأنجامينا أصبحت متكررة بشكل يفضح المخطط القذر لتنصير الدول الأفريقية الوحيدة الناطقة بالعربية والتي لا تتمتع بعضوية جامعة الدول العربية.

وفي تصريح خاص لـ (المسلم)، قال الشيخ المسيري: إن الكنيسة الكاثوليكية قد أعلنت منذ عدة أشهر أنها خصصت أكثر من ثلاث مليارات دولار لتنصير أكبر عدد من مسلمي تشاد البالغين 7 ملايين نسمة لافتًا إلى أن هذه المنظمات المشبوهة تستغل حالة الفقر والحاجة التي تضرب تشاد بشدة التي تتصدر قائمة الدول الأكثر فقرًا في العالم.

وأوضح المسيري أن مئات من المنظمات التنصيرية لاسيما الكاثوليكية منها يملأ مدن تشاد وفي مقدمتها العاصمة أنجامينا التي عدت عاصمة الإرساليات التنصيرية في عموم أفريقيا حيث تغول العديد من المنظمات التنصيرية بقيادة وكالة الغوث الكنسية ومعهد البابا يوحنا بولس ومجتمع التوراة العالمي ومجمع تنصير الشعوب ومنظمة كورديد الهولندية لطباعة الأناجيل على تشاد لتحويلها إلى دولة مسيحية واستغلال الخلافات والصراعات الداخلية وتداعياتها من فقر وبؤس للقيام بحملات تنصير مباشرة وغير مباشرة عبر المؤسسات التعليمية والصحية والإغاثية خلال الفترة الأخيرة.

ويلفت نائب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى إلى وجود عشرات الآلاف من المنصريين في العاصمة أنجامينا يستغلون آلاف من المدارس الابتدائية لوضع بذور التنصير في الجسد التشادي المسلم ومئات من الكنائس المنشأة حديثًا في معظم مدن تشاد رغم أن هذه الكنائس لم تجد حتى الآن من يشغلها بسبب الأغلبية الكاسحة للمسلمين.

وتابع الشيخ المسيري بالإشارة إلى أن المنظمات التنصيرية تعمل بقوة لاستئصال الإسلام من قلوب وعقول الشعب التشادي عبر إغراق المدن التشادية بالأناجيل وتوصيلها بالبريد لكل المنازل وتنظيم حفلات لتوزيع الدعم المالي على المواطنين؛ معتبرًا أن حادثة تورط بعض المنظمات التنصيرية الفرنسية في خطف عشرات من الأطفال التشاديين وبيعهم لأسر في باريس قد كشفت للدولة التشادية مدى توغل المنظمات التنصيرية في المجتمع التشادي وخلفت نوعًا من المقاومة لهذا المد التنصيري غير أن هذه النقطة جاءت متأخرة بعد استفحال المد التنصيري في تشاد وبشكل يجعل مقاومته صعبة للغاية.

واعتبر المسيري أن استراتيجية الخبز مقابل يسوع التي تتبناها المنظمات التنصيرية تشكل خطرًا داهمًا على مسلمي تشاد في ظل التجاهل العربي والإسلامي لمأساة شعبها ووجود بعض المؤسسات الإسلامية القليلة وهو وجود رغم أهميته لا يغني ولا يسمن من جوع.

- الأمين العام لمجلس علماء جزر القمر: "العلمانية والفرانكفونية لتذويب هوية مسلمي جزر القمر".

أكد الشيخ عبد العزيز سيد عثمان الأمين العام لمجلس علماء جزر القمر أن العديد من المنظمات التنصيرية استطاعت التغلغل في البلاد، وإغراء مئات الشباب والرجال للعمل كعرابين للمد التنصيري، في مختلف أنحاء البلاد، والعمل بكل السبل لنشر اللغة والثقافة الفرنسية، وصولاً إلى دعوة المواطنين القمريين الذين يعانون من الأزمة الاقتصادية والاضطرابات السياسية لاعتناق النصرانية.

وفي تصريح خاص لــ(المسلم)، قال الشيخ سيد عثمان: إن أهم النجاحات العديدة التي حققتها المنظمات التنصيرية التي تعمل في الأراضي القمرية، أنها نجحت في ربط الشباب القمري بفرنسا وأوروبا أكثر من ارتباطهم بجزر القمر ومحيطها العربي والإسلامي، عبر توسع الفرنسيين بالزواج من قمريات بشكل يدفعهن في أغلب الأحيان للابتعاد عن الإسلام، إن لم يكن اعتناق النصرانية هن وأبنائهن.

واعتبر الأمين العام لمجلس علماء جزر القمر أن المركز الفرنسي القمري للثقافة من أهم مراكز التنصير في جزر القمر؛ حيث يستخدم هذا المركز للترويج للنصرانية فضلاً عن نشر الخلاعة والمجون والفكر الفرانكفوني؛ مشددًا على أن أنشطة هذا المركز تحظى بدعم من عشرات المنظمات التنصيرية التي تملأ الجزر وعلى رأسها التحالف المسيحي المبشر، وفريق البحر الأحمر الدولي، ومنظمة الخيامون، وأطباء بلا حدود، ومعهد زويمر لأبحاث تنصير المسلمين والفرع الفرنسي لجمعية كاراتياس المتخصصة في مجال تنصير الأطفال.

ولفت إلى أن دور المنظمات التنصيرية لا يتوقف عن التبشير بالمسيحية بل يلجأ إلى حيل أكثر خبثًا بمحاولة الترويج لبعض الكتب والقصص الخيالية عن جزر القمر وإقناعهم بأن قدماء القمريين كانوا يميلون إلى فرنسا والغرب بشكل تقليدي، ولم يكن لهم أدنى علاقة بالعروبة أو بالإسلام لدرجة أن كثيرًا من الشباب وحتى الميسرون ماديًا منهم لا يتزوجون بزعم أن أجدادهم كانوا يتأخرون في الزواج وهو ما يسهل إفسادهم بفتنة النساء.

وأضاف الأمين العام لمجلس علماء جزر القمر أن نشاط المنظمات التنصيرية لا يتوقف عند الشباب والرجال حيث تمارس جمعية تحرير المرأة ذات الطابع والهوى الفرانكفوني أساليب خبيثة لإبعاد المرأة عن عقيدتها الصحيحة وهدمها وإبعادها عن العادات والتقاليد الحميدة ونزع الحياء من وجهها.

ولفت الشيخ عثمان إلى وجود أكثر من 100 مؤسسة تعليمية تنصيرية تبدأ من مراحل رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية وتقدم خدمات مجانية ومنح للعديد من الطلاب بشرط التعاطي الإيجابي مع فكرها الفرانكفوني والتنصيري، وقد نجحت هذه المدارس في إغراء النخب السياسية والعسكرية بإدخال أبنائهم هذه المدارس ليحصلوا على أعلى شهادات راقية تؤهلهم للحصول على عمل راق بغض النظر عن هويتهم وعقيدتهم.

وانتقد الأمين العام لمجلس علماء جزر العمر تجاهل العالم العربي للأوضاع في جزر القمر وترك البلاد مفتوحة على مصراعيها للاضطرابات الأمنية والفقر والبطالة وهي أسباب تسهل عمل المنظمات التنصيرية في تذويب هوية الشعب القمري المسلم، مشددًا على افتقاد جزر القمر لوجود جامعة، وهو ما يغري شبابنا بالدراسة بالخارج والوقوع فريسة المنظمات التنصيرية التي تقدم لهم منحًا دراسية مقابل اعتناق النصرانية.

همة برس - خاص بالمسلم | 7/7/1430







المصدر: موقع المسلم

 

التنصير في المغرب - تجـــدد وتنوع في الأساليب في ظــل صمت مريب

التنصير في المغرب

 التنصير في المغرب - تجـــدد وتنوع في الأساليب في ظــل صمت مريب

http://74.img.v4.skyrock.net/8772/74278772/pics/2937188645_1_3.jpg
شكَّل المغرب -ولا يزال- على امتداد تاريخه قلعةً حصينة للإسلام، لم تفلح المحاولات الاستعمارية ولا الأعمال التنصيرية في ثني شعبه عن الاعتزاز بالدين الإسلامي والدفاع عنه وبذل الغالي والنفيس في سبيل إقامته والحفاظ عليه.

بيد أن هذا الفشل الذي تكبدته الأطراف التنصيرية والاستعمارية لم يَحُل بينها وبين سلوك سبل أخرى لتحقيق أهدافها؛ فكان الغزو الفكري التنصيري الذي سخر أحدث الإمكانيات وآخر المبتكرات، من أجل هدف واحد: هو السعي لزعزعة عقيدة المغاربة وتشكيكهم في دينهم وهويتهم. وسنحاول في هذا المقال الوقوف - أساساً - على بعض تجليات الهجمة التنصيرية المعاصرة على المغرب، وموقف السلطة الرسمية منها.


مما لا شك فيه أن الحديث عن الهجمة التنصيرية المعاصرة يقتضي - أساساً - دراسة وعرض أساليبها ووسائلها المستعملة في المغرب، والحديث عنها يضيق به المقام هنا (لحصرها وعدها) ولتقريب الموضوع يمكن اعتماد التصنيف الذي سطره المنصِّرون في المؤتمر التنصيري الذي عقد في الولايات المتحدة الأمريكية بولاية كولورادو سنة 1978 تحت عنوان (التنصير، خطة لغزو العالم الإسلامي) [1]، الذي حددها في ثلاثة أساليب، هي: الأسلوب المباشر، والشامل، وغير المباشر. وسنحاول التعريف بالأسلوب الأخير فقط، مستعرضين نماذج وعيِّنات تنصيرية تنضوي في إطار هذا الأسلوب، وتُستعمل - أساساً - بالمغرب أو تفد إليه من وسائط متعددة.

1 - الأسلوب غير المباشر: ويعتمد على كل الوسائل التنصيرية التي لم تُذكر في الأسلوبين: المباشر والشامل؛ لأنهما غير كافيين لوحدهما [2]، وقد عرف هذا الأسلوب تطوراً لافتاً في القرن العشرين؛ إذ اقترح المنصرون في مؤتمر كولورادو التركيز عليه بشكل كبير [3] من أجل اختراق الإسلام وهدمه من الداخل، ولتنصير كل المسلمين [4].

ومن التعاريف التي قُدمت لهذا الأسلوب: "القوة الصامتة، وغير المرئية، التي لا تدخل في أي جدال، ولا تقبل أي اعتذار وعلى الرغم من ذلك تنتقل من العقل إلى القلب والضمير لتحدث معجزة التنصير" [5].


أما عن وسائله، فهي كثيرة جداً، إلى درجة أن أُطلق عليها: "الصفحة المكتوبة أو المنصر المتواجد دائماً" [6].

ويشمل ما يلي: "الكراسات الدينية، الصحف، الرسوم الكرتونية المتحركة، الكتيبات والكتب، المجلات، دورات المراسلة، النصوص الإذاعية والتسجيلات، المسرحيات، ومواد القراءة والكتابة، ترجمات الكتاب المقدس، الصور والملصقات، وأي مواد إيضاحية أخرى" [7].


لقد أدرك المنصرون - مثلاً - ذلك الميل في الطبيعة الإنسانية الذي يجعل المرء يضحي بأشياء كثيرة في ملكه حتى يتخلص من آلامه ومعاناته؛ فعمدوا إلى استغلال تلك الحاجة أبشع استغلال؛ فسخروا الطب لغاياتهم الدنيئة، ويقولون في هذا الصدد: "حيث تجد بشراً تجد آلاماً، وحيث تكون الآلام، تكون الحاجة إلى الطبيب، وحيث تكون الحاجة، فهناك فرصة مناسبة للتنصير" [8].

ولم يكتفوا باستغلال الحاجة فقط للوصول لأهدافهم، بل عمدوا إلى افتعالها، سواء أكانت حروباً أم نزاعات... ليتسنى لهم العمل التنصيري من خلالها، فيقولون: "ليكون هناك تحول، فلا بد من وجود أزمات معينة ومشاكل وعوامل إعداد وتهيئة تدفع الناس (أفراداً وجماعاتٍ) خارج حالة التوازن التي اعتادوها. وقد تأتي هذه الأمور على شكل عوامل طبيعية: كالفقر والمرض والكوارث والحروب، وقد تكون معنوية مثل التفرقة العنصرية [9]. وفي غياب هذه الأوضاع المهيِّئة فلن تكون هناك تحولات كبيرة إلى النصرانية" [10].


أساليب المنصرين في إغواء الشباب:

كل هذه الأمور تقودنا لنتيجة واحدة، هي: أن اختيار الفئات المتنصرة ليس اختياراً حراً، بل متأثراً بالضغوط المادية وبالإكراهات المعيشية والجهل بالدين.

كما أنهم يستهدفون الشباب لأهميته ودوره في تحديد مجموعة من الخيارات المصيرية، لذا جعلته المنظمات التنصيرية مدخلاً أساسياً من مداخل التنصير، ويمكن ربط هذا الاهتمام بهذه الفئة في المغرب بالهدف المنشود وهو: الوصول إلى نسبة 10% من المتنصرين في أفق سنة [11] 2020 وإن اعتُبر الرقم - في ظل الواقع ونتائج المنصرين - ضرباً من الخيال، بيد أن المتتبع لمنشوراتهم وأنشطتهم يدرك جيداً أنهم جادون في العمل وساعون لتحقيقه وإنجاحه بشتى السبل و بمختلف الإغراءات التي تتضمن الدعم المادي وتوفير فرص للسفر والزواج، وتقديم مختلف الخدمات: الاجتماعية، والصحية، والرياضية، والترفيهية. ويمكن لنا في الصدد أن نقدم أمثلة على ذلك مثل الفيلم التنصيري صور بالمغرب، والأشرطة الغنائية ذات الإيقاع المغربي.

- أولاً: وفي هذا الصدد يمكن التمثيل بقصة معنونـة بـ (الابن الضال أو محبة الأب) [12] وهـي في اعتقادي من أهم القصص التي يروجها وينشرها المنصرون؛ حيث تحولت إلى فيلم تنصيري صُوِّر بلغات ولهجات عدة، كان من بينها الريفية في مدينة الناظور، وشارك في الفيلم شخصيات من أبناء المنطقة، وهذا في نظري مؤشر خطير دال على مدى التحول الذي تعرفه هذه الظاهرة، ولا بد من الإشارة إلى أن التقنيات المستخدَمة في التصوير والإخراج كانت بسيطة إذا ما قورنت بتلك التي استُخدمَت في الفيلم الذي صُور باللهجة المصرية مثلاً، وتكمن خطورة هذا الفيلم في معالجته لمشكلة البطالة معالجة تنصيرية مستمَدة من الإنجيل؛ حيث تم دمج إحدى قصص العهد الجديد المروية في إنجيل لوقا، [13] من أجل إخراج الفيلم، مع التركيز على الفكاهة والطرفة من أجل استمالة وجذب أكبر عدد ممكن لمتابعة أطوار الفيلم.

ويبقى الشيء المميز والمثير للاهتمام في الفيلم، يتجلى في: حفلة عودة الابن الضال إلى الناظور بعد تضييعه لميراثه الخاص للوصول إلى هولندا عن طريق الهجرة غير الشرعية. ما أثار انتباهي، هم المشاركون (المدعوون) إلى تلك الحفلة، وأنهم أناس بسطاء بكل معنى الكلمة، وتجلت هذه البساطة في مكان إقامة الحفلة وهو منزل عتيق في منطقة قروية، وتجلت بساطة هؤلاء أيضاً في طريقة تعاملهم مع بعضهم البعض ونظراتهم إلى الكاميرا... كلها أمور تشير إلى أنهم ليسوا على علم بأنهم يصوَّرون لغرض تنصيري.

- ثانياً: أما جانب الأغاني الشعبية، فقد أدرك المنصرون ما تحمله بعض المقاطع الغنائية التي تغنت بالوطن وعبرت عن هموم المواطن، فاحتلت مكانة متميزة وقيمة كبيرة عند عموم المغاربة؛ لما تحمله من شحنة عاطفية متميزة؛ فقد وجد المنصرون في هذه المقاطع الأسلوب الأمثل للوصول إلى فئة واسعة من الشباب، وتطبيع الديانة النصرانية وتقريب تعاليمها لأذهانهم، لذا شهدت الساحة الفنية تحول أشهر الأغاني المغربية الشعبية (الصينية) لفرقة (ناس الغيوان) إلى أغنية تنصيرية [14] تدعو لاعتناق الدين النصراني، وانتشرت على مواقع على شبكة الإنترنت، ولتصبح باكورة أغاني مغربية يتم تحوير كلماتها؛ لتصبح ذات مضمون تنصيري، مع الاحتفاظ اللحن نفسه. وتظل الجهة التنصيرية التي قامت بهذا العمل مجهولةً لحد الآن... وتقول الأغنية التنصيرية: "والديا! أترجاكم اسمعوا لي شويا (قليلاً) أنا راني آمنت بالمسيح، نور حياتي وفي طريقه خذاني، وبدمه راه فداني وشراني (اشتراني)"، أما المقاطع الأصلية التي غناها ناس الغيوان في السبعينيات، فتقول: "أنا راني مشيت والهول اداني (أخذني) ياللي ما شفتوني ترحموا عليا، والديا وأحبابي ما سخاو بيا، بحر الغيوان ما دخلته بلعاني (متعمداً)".


إن الأمر لم يقتصر على قرصنة أغنية مجموعة "ناس الغيوان" بل تجاوزها مؤخراً إلى أغاني فرق شعبية أخرى مثل: "لمشاهب" و"جيل جيلالة" لتظهر أشرطة وترانيم تنصيرية مختلفة؛ فنجد منها - مثلاً - من تغنى بالوطن، واستجدى بالملك كما هو الشأن بالنسبة لشريط : "الشاب المغربي نور حياتي" وهناك أشرطة أخرى: "الشاب المراكشي"، و"المغرب يسبح"، والشابة: "صليحة: محبته ماتفناش"...

كلها أشرطة تنصيرية غايتها تمرير التعاليم والمبادئ والقيم النصرانية عبر قرصنة أغاني شعبية شهيرة، لتصبح سهلة ومقبولة عند الشباب، خصوصاً وأنها تعتمد على الحس العاطفي، وهذا موجود بقوة في الأغاني الشعبية التي يتم تحريفها.

لهذه الأسباب وغيرها تضع الحركات التنصيرية نصب أعينها فئة الشباب ضمن الأولويات، خاصة وأن هناك حديثاً عن ضرورة أن تصبح النصرانية في المغرب هي الديانة الرسمية الثانية [15]، وعن سعي جهيد لاستنبات أقليات نصرانية فيه [16]، وفي هذا الصدد تم الإعلان عن نسخة جديدة من مشروع يسمى بـ «ASM» (السَّنة الدولية للصلاة من أجل المغرب) [17]
An international year of prayer for Morocco


وفُتح باب التسجيل في (المؤتمر المغربي الثامن) من أجل مناقشة فرص العمل "التنصيري" بالمغرب وتقييم الجهود المبذولة من قبل النصارى المغاربة والعمل من أجل مد شبكات تنصيرية في مختلف مناطق المغرب، وذلك تحت شعار: "انهض وتألق أيها المغرب" وجاء في إعلان المنظمين لهذا اللقاء الذي عقد بـ (سياتل) بولاية واشنطن يومي الخميس والجمعة 18 و19 سبتمبر 2008 ما يلي: "إذا كنت قائداً في بعثة أو إرسالية دينية وتبحث عن شركاء في المشروع، فإن قادة الكنيسة يطلبون منك أن تعرف أكثر وخاصة بما يتصل بالجهود التي ستساعدك لتصل إلى المغرب" [18].

فهل يكتفي المعنيون بالأمر عندنا بعد هذا كله، بالقول عن الظاهرة: "إنها مجرد زوبعة في فنجان" أم ننتظر سنة 2020م لتَبيُّنِ الأمر؟!!


لماذا التقاعس ضد الحرب التعبدية:

أمام هذا كله يحق لنا أن نتساءل عن الموقف الرسمي إزاء الظاهرة، وهو في نظري موقف أقل ما يقال عنه: إنه موقف تهويني من الظاهرة، وتقاعس في غير محله، ويبرر البعض عدم التفاعل الجدي والاهتمام الرسمي بكونه مجرد (لعبة) توازنات تسعى السلطة من خلالها لكسب نقاط الرضا و القبول؛ فتغض الطرف عن هذا وتتجاوز عن ذلك، لاعتبارات عدة:

- أولها: أن تقارير المنظمات الحقوقية الدولية ما فتئت تتهم المغرب في السنوات الأخيرة باعتقاله لشباب اعتنقوا النصرانية، ومن شأن ذلك أن يشكل نقطة سوداء في سجل المغرب الذي لا زالت الانتهاكات والخروقات المتعلقة بحقوق الإنسان لم تهجره بعد، ويمكن التمثيل لذلك أيضاً بتقرير الحرية الدينية الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية [19].

- وثانيها: أن المغرب تربطه علاقات جيدة بالفاتيكان، وأي سلوك صادر في هذا الصدد سيجعله في تعارض مع دعواته المتكررة إلى الحوار والتسامح (كما يفهمون).

- أما الثالث والأهم، فهو أن الموضوع لا زال ضمن المسكوت عنه، وإثارته من شأنها خلق تضامن دولي لأنصار هذه الحركات.


كلمة أخيرة:

إن مواجهة الظاهرة لا تقتصر فقط على ما يمكن أن تقدمه الدولة في المجال وإن كانت مساهمتها أساسية وعليها يتوقف الأمر؛ للحد من تأثيرها وتغللها، ولكن القضاء عليها يستدعي تضافر جهود الجميع، ثم إن الجهة الرسمية مطالبة - على الأقل - بتنوير الرأي العام حول الظاهرة بأجوبة صريحة على حقيقة الأرقام التي تُنشر بين الفينة والأخرى، وعن التدابير التي اتخذتها الحكومة أو التي بصدد اتخاذها لتحصين الذات من هذه الظاهرة وما على شاكلتها.

ولذلك ينبغي أن تواجَه بشكل جدي ومسؤول وبطرق عصرية حضارية من طرف العلماء والفقهاء والخطباء والوعاظ والأساتذة الباحثين، وكذا من الصحفيين والجمعيات والأحزاب... وغيرهم من المثقفين، لأن الأمر يتجاوز بكثير مسألة أن يكون مجرد قضية شخصية أو حرية فردية، بل هو أمر مرتبط بالدين... والدين في حياة الأمة قضية وجودية.


محمد السروتي (*)

__________________________________________


(*) أستاذ زائر بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور - باحث بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة - المملكة المغربية.

[1] التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي، نظرة شاملة على إرساليات التنصير العاملة وسط المسلمين لـ: جورج بيترز ط: 1978، ص: 589 (مؤتمر تنصيري).

[2] عفاف صبره، المستشرقون ومشكلات الحضارة، دار النهضة العربية للطبع والنشر والتوزيع، السنة: 1985، ص: 46.

[3] التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي، نظرة شاملة على إرساليات التنصير العاملة وسط المسلمين لـ: جورج بيترز، ص: 594.

[4] محمد عمارة، الغارة الجديدة على الإسلام، ص:222، بتصرف.

[5] التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي، نظرة شاملة على إرساليات التنصير العاملة وسط المسلمين لـ: جورج بيترز، ص: 594. عبد المالك خلف التميمي، التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسياسي، دار الشباب، قبرص، مؤسسة الكميل الكويت، الطبعة: الثانية، 1988، ص:76.

[6] المرجع نفسه، ص: 592.

[7] التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي «الوضع الحالي للمطبوعات ووسائل الإعلام الأخرى الموجَّهة للمسلمين لـ: ريمون جويس». ص:519.

[8] مصطفى خالدي، وعمر فروخ، التبشير والاستعمار، ص: 58، بتصرف.

[9] ذهب بعض المحللين السياسيين للقول: إن ثورة القبائل الجزائر في السنوات الماضية كان من ورائها جهات تنصيرية… وقد كانت نسبة ارتداد الجزائريين عن دين الإسلام تقدر بستة أفراد يومياً، خلال فترة الاضطرابات. ويعلنون اعتناق النصرانية. مجلة المجتمع، عدد 1451، بتاريخ: ماي 2002 ص: 26، 30، وعدد: 1463 بتاريخ: أغسطس 2001.

[10] التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي: تطبيق مقياس إينكل في عملية تنصير المسلمين لـ «ديفد أ فريزر» ص: 242.

[11] هناك من تحدث عن هذه النسبة في أفق 2010، جريدة التجديد عدد: 1309 تاريخ: 23-25 ديسمبر 2005.

[12] شريط الابن الضال: يحتوي هذا الشريط على فلمين بعنوان واحد هو الابن الضال. ويعار من إحدى المكتبات التنصيرية المتواجدة بمدينة مليلية المحتلة. وذلك كي يشاهده المغاربة المسلمين، وتتم الإعارة بالمجان… وقد تم عرض هذا الشريط في القناة الفضائية: سات 7.

[13] إنجيل لوقا، الإصحاح: 15، الفقرات : 11، 32.

[14] الصورتان تمثلان ترانيم تنصيرية بإيقاع موسيقي مغربي.

[15] مصطفى حيران، هل يصبح الدين المسيحي ثانياً في المغرب بعد الإسلام؟ جريدة المشعل، عدد: 167، تاريخ: 15-21 ماي 2008

[16] عبد الإله بوحمالة، النشاط التبشيري المسيحي: مخططات تستهدف الإسلام والهوية الدينية وتسعى لخلق أقليات مسيحية بالمغرب، جريدة صوت الحق، عدد: 17 ، تاريخ 15 يناير 2005.

[17] انطلق هذا المشروع سنة 2002 ويرعاه اتحاد يضم عدة منصرين ومنظمات تنصيرية ومسيحيين مغاربة، ويهدف بحسب المنظمين إلى (توحيد صلاة المؤمنين حول العالم من أجل احتياجات المغرب ومجموعاته الإثنية التي لم يصل إليها صوتنا ورعاية لكنيسته الوطنية الصاعدة) وكان آخر مؤتمر قد عقد في أبريل سنة 2006 وحدد الإعلان تاريخ 31 يوليو 2008 كتاريخ أولي لتأكيد المشاركة مقابل 75 دولاراً للفرد، وارتفع المبلغ إلى 95 دولاراً ابتداءً من شهر أغسطس 2008، وانتهى التسجيل في العاشر من سبتمبر 2008.

[18] حملة: «انهض وتألق أيها المغرب»... إنجيليون يناقشون«فرص العمل التنصيري في المغرب»
http://www.alraynews.com/News.aspx?id=82668

[19] ويشرف على هذا التقرير «هانوفر» السفير الأمريكي المتجول، كما يقوم المكتب بالإدلاء بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي، مع الإشارة في هذا الباب إلى أن مكتب الحرية الدينية الدولية يختلف عن اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية التي تعمل بشكل مستقل عن الخارجية الأمريكية والمكتب المذكور يقوم بجمع المعطيات اللازمة من مصادر متنوعة ومختلفة في مواقعها: من دوائر حكومية رسمية، منظمات غير حكومية، وسائل الإعلام وما تتضمنه تقارير المنظمات الحقوقية والدينية، ناهيك عما تقوم به سفارات واشنطن في مختلف العواصم من تحركات للحصول على المعلومات الضرورية خدمةً لبنك معلوماتها في هذا الباب. وتقوم السفارات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية بإرسال هذه المعلومات إلى واشنطن؛ إذ تتم مراجعتها من قبل مكاتب تابعة لـ «معهد الديمقراطية وحقوق الإنسان» وبعدها تتم بلورة هذه المعطيات في تقرير سنوي يطَّلع عليه الرأي العام الدولي.


المصدر: مجلة البيان

حرب تنصير المسلمين وواجبنا نحوها

حرب تنصير المسلمين وواجبنا نحوها

 الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

فإن الحرب الضروس التي يشنُّها النصارى على المسلمين لتنصيرهم متواليةٌ ومتواصلة على بلداننا وشعوبنا، وينفقون في سبيل ذلك الملايين لإغراء زبائنهم واصطيادهم، متخذين لذلك أساليب متنوعة، منها على سبيل المثال لا الحصر:

أولاً: من خلال بث القسيسين والرهبان لما يزعمونه تبشيراً بدين المسيح عليه السلام، وهو في الحقيقة تنصير عبر أساليب مشبوهة؛ منها: الإغراء بالمال وشرب الخمور والفساد الأخلاقي، واخترعوا لذلك سفناً عابرة للبحار، ومن أشهرها: السفينة (دولوس) التي تطوف المرافئ العالمية ومنها بعض المرافئ الإسلامية، وهي تحمل ثلاثمائة منصِّر وآلاف الكتب والنشرات مع أشرطة غنائية ورقصات ماجنة يُغْرون بها الشباب والشابات المراهقين، ولا ندري كيف يجمعون بين دعوتهم إلى دينهم المزعوم وبين هذا الفساد والمجون؟!

ثانياً: من خلال افتتاح مراكز رسمية باسم (سفارات للفاتيكان) هي في الواقع مراكز للكنيسة الكاثوليكية، وهي تؤدي أدواراً مشبوهة تتمثل في رعاية النصارى والمتنصرين ومتابعة فتح الكنائس لهم ورعايتها. والعجيب أن الدول التي تسمح بإنشاء مثل هذه السفارات على أراضيها ترفض في الوقت نفسه قيام المؤسسات الإسلامية بشكل رسمي؛ بدعاوى ساذجة ولأهداف غير خافية على أحد، إلاَّ أن يكون الأمر:
حرام على بلابله الدَّوْحُ
حلال للطير من كل جنسِ


ثالثاً: من خلال إنشاء مدارس وجامعات تنصيرية في بعض بلدان المسلمين تؤدي أدوارها المشبوهة في وضح النهار، ويتداعى عليها عِلْية القوم لتدريس أبنائهم وبناتهم الذين يفتخرون جهلاً بأنهم من خريجيها.

رابعاً: من خلال قنوات ومكاتب ثقافية تنشر غثاءها وأباطيلها بين الناس مكذِّبة للإسلام ومهاجمة له: عقيدةً وأخلاقاً وسلوكاً. والغريب أننا لم نسمع عن إغلاق هذه القنوات التنصيرية، في حين تُغلق قنوات إسلامية بحجج تافهة ما أنزل الله بها من سلطان؛ فمَنْ وراء هذه التصرفات الغريبة العجيبة؟ ولمصلحة من؟!

ماذا فعل المنصِّرون في بلاد المسلمين؟
للمنصِّرين جهود كبيرة في بلاد الإسلام لتنصير أهلها، نبيِّن بعضها في التالي:

أولاً: التنصير في مصر:
هذه البلاد التي بعث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم رسالة دعوية إلى عظيمها (المقوقس) يدعوه فيها إلى الإسلام حملها الصحـابي الجلـيل (حـاطـب بن أبي بلتعة) رضـي الله عنه، فردَّ عليه رداً جميلاً، وأهدى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم جاريتين وبعض خيرات مصر.

وبعد دخول الإسلام مصر لم يُرْغَـم أحد من أبنائها على اعتناقه إرغاماً؛ لقوله -تعالى-: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة:256]. وأوصى رسولنا صلى الله عليه وسلم بالقبط خيراً، وكانت العلاقة معهم طيبة لعدة قرون، إلا أنه بعد إسلام الكثيرين منهم في السنوات الأخيرة وبخاصة قساوستهم ورهبانهم؛ أصيب رؤساؤهم بهلع جعلهم يعملون على محاولة تنصير المسلمين في هذه البلاد؛ فلم يجدوا سوى بعض المراهقين والفقراء وذوي الظروف الاجتماعية المضطربة.

وقد ذكر تقرير نُشر عن التنصير في مصر في مجلة (المجتمع) الكويتية مؤخراً أنه بينما يتنصَّر من المسلمين 10 أفراد يُسْلِمُ في المقابل من النصارى 80 فرداً تقريباً.

ومما يجلِّي حـقـدهـم هـذا على الإسلام وأهله ومحاولتهم تنصـيرهم ما نُشِرَ مؤخراً عن تنصُّر صحفي مصري هو (مجدي علاَّم) على يد بابا الفاتيكان في بث مباشر، وقد هدفوا من هذا التصرف استفزاز المسلمين عبر تنصر هذا المشبوه الذي قُبِض عليه سابقاً بشبهة التجسس للعدو الصهيوني ولوجود علاقات مريبة له مع فتاة يهودية، ثم أُطلق سراحه! وانتقل إلى إيطـاليا وحـظي برعايتها، ومُكِّن من العمل الصحـفي لما يقدمه لأعداء بلده من خدمات كبيرة منها ادِّعاؤه أن بلده -مصر- يسيء إلى الأقباط، ومثل هذا لا يُؤسَف عليه ويجب أن يكون لسان حال المصريين جميعهم بعد تنصُّره: (الحمد لله الذي أذهب عنا الأذى وعافانا).

ثانياً: التنصير في تونس:
رغم أن قانون تونس يمنع التنصير ويحظر أعماله ويعدُّ ذلك مجافاة للنظام، وقد جرى القبض على بعض المنصِّرين أكثر من مرة وجرت مصادرة وثائقهم وما في حوزتهم من كتب ومنشورات وأشرطة متنوعة؛ إلا أن بعض المنظمات التنصيرية استمرت في أداء دورها عبر وسائل الاتصال الحديثة؛ من بثٍّ فضائي وإنترنت، معتمدين على شباب تونسيين تنصَّروا في الخارج بالأساليب السالفة الذكر نفسها.

وأمام الضغوط الخارجية افتُتحت كنيسة قديمة في جزيرة (جربة) السياحية التي سبق إغلاقها عام 1964م؛ بسبب نشاطها التنصيري، ووعدت الفاتيكان بزيارة الكنيسة ودعمها وتنظيم الأفواج السياحية لزيارتها ودعم الاستثمارات في هذا المجال.

وبهذه الأساليب يُفتح المجال لتنصير المسلمين في خضمِّ الفقر والجهل والمرض الذي يعايشه الكثيرون؛ والله المستعان.

ثالثاً: التنصير في إندونيسيا:
وهي أكبر الدول الإسلامية سكاناً؛ حيث يبلغ عدد سكانها 225 مليون نسمة؛ 90٪ منهم مسلمون، و 7٪ نصارى تقلَّص عددهم بعد انفصال (تيمور الشرقية). وللنصارى فيها نشاطات كبيرة منذ الاحتلال الهولندي وحتى خروجه بالاستقلال عام 1945م، وجرى تنصير آلاف المسلمين، وساعدت على هذا النُّخب العَلْمانية التي سلَّمها المحتل الحكم وصنع لها فلسفتها التي أقامت عليها دستورها الحاكم وهو منهاج عَلْماني قومي والمسمى (البانجاسيلا) الذي جعلهم يقفـون مكتـوفي الأيـدي أمام التنصير ونشاطاته الكبرى لا سيما أن الشعب الإندونيسي يشيع فيه الجهل والتصوف وسوء الأوضاع الاقتصادية، فما أحوج هذا الشعب المسلم إلى الدعم والمساعدة حتى لا يكون ضحية التنصير المحدق به والذي وعد أربابه أن يتنصَّر هذا الشعب كله عام 2000م، ولكن الله خيَّب آمالهم.

رابعاً: التنصير في المغرب:
لم تعد جهود التنصير في المغرب شيئاً مجهولاً، وفي المقابل لا يجهل أحد أن الشعب المغربي المسلم معروف بأصالته وصدق انتمائه، إلا أن جهود النصارى القائمة عبر وسائل الاتصال التقليدية والحديثة بدأت تفعل فعلها، فقد سبق أن أعلن تقرير فرنسي عام 2005م عن جهود التنصير في المغرب مما جعل المسؤولين المغاربة أمام معضلة حقيقية وخطر داهمٍ إلى بلادهم بعد تعرض الشباب المغربي لمحاولات عدة لتنصيرهم، وأشار التقرير إلى وجود 2007 منصِّرين في مختلف مناطق المغرب. وقد تطرق البرلمان المغربي إلى هذه الكارثة، وحذَّر من أبعادها الخطيرة، داعياً إلى إيجاد سياسة توعوية لمواجهة هذا الخطر. ونشرت مجلة (المجلة) أنه في الآونة الأخيرة جرى تنصير 7000 مغربي، وأن الرقم قد يتجاوز ذلك، وأن ثلث النصارى المغاربة الذين يبلغ عددهم (30000) فرد أصلهم مسلمون، وأن من أسباب تنصُّرهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية والحملة الدعائية للتنصير.

خامساً: التنصير في دول الخليج العربي:
لم يخجل المنصِّرون من استهداف المسلمين في دول الخليج كافة، فما تزال قنواتهم الفضائية ومواقعهم الإلكترونية، ورسائلهم البريدية تعمل على إغراء المسلمين -وبخاصة الشباب- ليتنصَّروا ويخرجوا من دينهم ودين آبائهم (الإسلام)، وعملوا في بعض دول الخليج على إنشاء كنائس باسم رعاياهم، وهي لا تخلو من جهودهم في التنصير، مع أن الإسلام صرَّح بمنع وجودهم الدائم في جزيرة العرب ومنها: دول الخليج العربي كما جاء في حديث صحيح في هذا الباب، أما لماذا أتيح لهم مثل هذا الوجود فهذا نسأله لمن يعنيه الأمر؛ فهل لديهم ما يقدرون به على إقناعنا بهذا الوجود المشبوه لهؤلاء المنصِّرين الذين يعيثون في الأرض فساداً؟

إن الجهود التنصيرية الكبيرة للمنصِّرين في شتى ديار الإسلام إنما هي غيض من فيض، ومع كل ما لديهم من إمكانيات كبيرة فإنهم لم يستطيعوا أن ينصِّروا من المسلمين إلا فئات محدودة يمكن أن تصنّف في التالي:
1 - المراهقين والمراهقات.
2 - الفقراء والمرضى والمحتاجين الذين يتنصرون تحت ظروف الفقر والحاجة.
3 - الشـباب الذين عـاشوا في الغرب من أمهات نصرانـيات أو ممن ليس لديهم وازع ديني.
4 - الأطفال المخطوفين. وإن خبر اختطاف أطفال دارفور مؤخراً ليس ببعيد عنا، فقد بلغ عددهم أكثر من مائة طفل وجرى اختطافهم بواسطة شركة فرنسية ولمصلحة (جمعية تنصيرية) يسمونها خيرية، وقد تم القبض عليهم في تشاد، وأحيلوا إلى القضاء بعد غضب الرأي العام حيال هذه الجريمة، وتبين لاحقاً أنهم بِيعوا لأسر فرنسية بمبالغ تتراوح ما بين 4000 و 8600 دولار للطفل الواحد، وزعموا أنهم ينقلونهم إلى أسر ترعاهم، وهذه حيلة المجرمين بعدما فضحهم الله .
ما تقدم نماذج لبعض ساحات تلك الحرب، والمقام لا يتسع لذكر ما يجري من عمليات التنصير في بقية بلاد المسلمين.

والسؤال الهام تجاه هذا الواقع المأساوي الذي يقوم به المنصِّرون في بلدان المسلمين:
ما سبب هذه الهجمة التنصيرية على الإسلام والمسلمين والحرص المستمر على تنصيرهم؟!

هذا في نظرنا لا يمكن خروجه عن الأسباب التالية:

أولاً: رغـبتــهـم فـي إضـلال المسـلمـين، وقد ذكـر الله -تعالى- ذلك فـي آيـات مـن الذكـر الحكيم؛ منها قوله -تعالى-: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120]، وقوله -تعالى-: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة:217].

ثانياً: الحسد الذي يملأ قلوبهم من بُغْض الإسلام والمسلمين، وقد قال الله -تعالى- في ذلك: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء:89].

ثالثاً: (عقدة الإسلاموفوبيا) التي اجتاحت الدول الغربية عامة قبل 11/9/2001م وبعده، والمؤسسات التنصيرية بشتى مذاهبها خاصة، ولا سيما بعد إسلام كثير من أعلام الغرب من العلماء والمفكرين والسفراء والقسيسين. وهؤلاء كان إسلامهم عن علم وقناعة وليس عـن دعـايات محدودة، وهذا ما جعلهم يكيدون لنا كيـداً، ولا سيما أنهم حددوا عام 2000م عاماً لتنصير إفريقيا، ولكن الله خيَّب آمالهم وانتشر الإسلام فيها؛ ولله الحمد والمنة.

رابعاً: الخوف الذي أحدثته الدراسات الإحصائية لتعداد المسلمين وانتشار الإسلام في شتى أنحاء العالم، ففي الموسـوعة العـالمية الجديدة للأديان لمؤلفها (دافيد باريت) و (تود جونسن) ذكرا أن الإسلام يحقق توسعاً مرموقاً، وأن النصرانية تفرقت إلى فرق مذهبية بلغت 38830 فرقة، وقالا: إن الإسلام هو الدين الثاني في العالم. ولا يغيب عنا ما أعلنه الفاتيكان نفسه مؤخراً أن عدد المسلمين تجاوز عدد النصارى الكاثوليك.

واجبنا نحو هذه المأساة حتى لا تتفاقم:

1 - إنْ تنصَّر واحد من المسلمين فإثمه يقع على المتسبِّب بذلك؛ فكيف بتنصُّر العشرات بل الآلاف؟

إنه تفريط عظيم، ونحن مسئولون عنهم أمام الله تعالى، فلا يصح أن يفرَّط في تعليم المسلمين أو أن يُسكَتَ عن إفقارهم أو تعرُّضهم للأمراض المعدية والمزمنة التي لا يجدون لها علاجاً إلا عن طريق غير المسلمين، مما يحتِّم علينا ردم هذه الفجوات الناتجة عن تلك الأسباب، واللهُ لن يغفر هذه الخطايا في حق المسلمين، وسيحاسب - سبحانه - حساباً شديداً كل من بيده الولاية الخاصة أو العامة إزاء ذلك التفريط.

2 - أهمية التوعية بأخطار التنصير، وغلق الأبواب أمام بعثاتهم التنصيرية، والضرب بيدٍ من حديد على جهودها المضلِّلة والقائمين بها، فلا يصح فتح المجال لهم مهما كانت المغريات؛ سواء كانت ببناء الكنائس، أو بفتح المدارس التنصيرية، أو الجمعيات التي تدَّعي عمل الخير وهدفها في الحقيقة استمالة الفقراء والمعوزين وتنصيرهم؛ وهذا ما حدث فعلاً.

3 - تشجيع وسائل الإعلام ذات الجهود التوعوية التي تنشر الحق وتحذر من الباطل وأهله. وإن لأعدائنا مئات القنوات التنصيرية، وقد شجعوا حتى النصارى في البلدان العربية على إنشاء تلك القنوات بواسطة أناس حاقدين على الإسلام، بينما لا يوجد سوى قناة واحدة للمسلمين تردُّ على شُبَه المنصِّرين؛ فمتى تفتح قنوات متخصصة في حوار القوم وتكشف شبهاتهم وأباطيلهم، فهي أوهى من خيط العنكبوت؟ ومما يؤسف له أن هناك عشرات القنوات العربية التي تبث الفساد والمجون وبأموال المسلمين أنفسهم.

فليـحـذر المفـرِّطـون والمتـهاونـون والمتساهلون في نصــرة الإسـلام وأهـله {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف:21].
افتتاحية مجلة البيان اللندنية: بتاريخ 19 - 5 - 2008

أيادي التنصير تعبث بهموم المرأة العربية

أيادي التنصير تعبث بهموم المرأة العربية

يعرف الغرب مفهوم "الأم العازبة" single mother وهي التي تجد نفسها وحيدة مع طفل أو أكثر بعد موت أو فراق أو هجران الزوج أو الشريك، وتواجه أعباء الحياة وأحيانا في سن صغيرة جدا دون حماية أو مساعدة.


إن هذه الحياة العسيرة هي جزء من الصورة المأساوية للمجتمعات الغربية، وعلى الرغم من ذلك فإن الكثيرين من أبناء جلدتنا يسعون بنا حثيثا للانبهار والمحاكاة للنموذج الغربي بزعم أنه منح المرأة حقوقها وساواها بالرجال فلم تعد مكبوتة ولا مهانة!


وعلى الرغم من شر هذه الدعوات والتي تستغل صورا مشوهة في مجتمعاتنا العربية تظلم فيها المرأة بالفعل وتلقى معاملة لا تمت إلى الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة فيستغلها العلمانيون ودعاة "التنوير" الوهمي إلى الانفصال عن الدين واللحاق بقطار الغرب المتهاوي.


وعلى الرغم من خطورة هذه الأفكار والدعوات إلا أنها ليست بالجديدة، ولعل الخطورة الحقيقية اليوم تأتي من يد التنصير الخبيثة والتي تحاول هذه الأيام بقوة أن تنقل إلى مجتمعاتنا أزمات غربية، فها هو مصطلح " المرأة المعيلة" بدأ ينتشر في المحافل والمنتديات على أنه الأزمة الطاحنة التي تواجهها المرأة العربية.



إن المفهوم الذي يطرحونه عن "المرأة المعيلة" لا يختلف البتة عن المفهوم الغربي للـ"الأم العازبة"، إنه المصطلح الذي يدلف به التنصير اليوم إلى البيوت العربية بزعم إيجاد الحلول وتوجيه هذه المرأة "المعذبة" لنيل التحرر الذي سيزيح عن كاهلها الأعباء الضخام.


والحقيقة أن عقود "تحرير المرأة" هي التي أوجدت نماذج لامرأة عربية تسبح في تيار مشاق الحياة وحدها وتتجرع معاناة جديدة عليها، ولم تعرف إلا في ديار غريبة غربية.


أليس تخلي الزوج والأب والأخ وغيرهم من المحارم والأولياء عن المرأة ليتركوها تحمل هم إعالة أطفالها دون عون ولا حماية ـ أليست هذه الصور هي نتيجة لدعوات تحرير المرأة؟!


بلى فلطالما كانت المرأة المسلمة مصانة محفوظ قلبها وعقلها وجسدها عن مكابدة هم توفير النفقة وإعالة الصغار.. هذا هو الأصل الذي سارت عليه الأمور، وإذا كانت هذه الولاية أو القوامة قد رافقها أحيانا جور أو تعسف أو حرمان للمرأة من العلم والكرامة فإن هذه حيدة عن مباديء الإسلام تدعو العقلاء للتذكير بها وصيانتها لأن هذه المبادئ هي الجديرة بحماية الحياة الكريمة للمرأة ومنحها الحرية دون الزج بها في أتون هموم لم تخلق من أجلها.



إنه من الأهمية بمكان أن يتنبه العقلاء والدعاة والمصلحون إلى أن التنصير يسعى لإقحام نفسه في قضايا المرأة المسلمة مرتديا قناع الحمل الوديع الحريص عليها، والحلول التي يقدمها ما هي إلا مزيدا من إغراق هذه المرأة في سبب المشكلة الأساسي.. إنه يدعوها لمزيد من التحرر والنضال من أجل "الحقوق المسلوبة" بزعمهم، وبالطبع لا ينسى في خضم هذا كله أن يربت على كتفها ويغزو مشاعرها وعقلها بأوهام الفداء والخلاص والإنقاذ المعروض عليها من "يسوع".



"ساعة مش ساعية"


وكنموذج للتسلل إلى المرأة العربية تأتي قناة سات -7 الإنجيلية التنصيرية والتي بدأت في التاسع من شهر نوفمبر الماضي عرض حلقات الجزء الثاني من برنامج ( ساعة مش ساعية) والذي يهدف إلى تغيير عقلية المرأة المسلمة العربية بزعم "تنويرها للحصول على حقوقها المسلوبة".


ونقل موقع الشبكة على الإنترنت عن منتجة البرنامج ( جوليانا صفير) قولها:" نأمل أن نثقف النساء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى حقوقهن كزوجات وربات منزل، ثمة جهد كبير يجب أن يبذل لتثقيف هؤلاء النساء".



وطبقا لموقع الشبكة فإن البرنامج المستهدف للمرأة العربية المسلمة يطرح عددا من الإشكاليات ـ في محاولة لإيجاد حل لها ـ من قبيل:


"كيف يمكن لهؤلاء النساء ربات البيوت أن يتعاملوا مع المسئوليات التي هبطت عليهن فجأة عندما يفقدن أزواجهن بأي شكل، أو يهجر الزوج أسرته.


وكيف يمكن لهن أن يربين الأطفال في مجتمع ينظر لهن بدونية على الرغم من أن الخطأ ليس بالضرورة أن يكون خطؤهن؟


وما هي حقوق المرأة؟ وكيف تحصل عليها؟".


هذا ويعرض البرنامج على الهواء كل أسبوع ويعطي مساحة للمشاهدات للاتصال وحكاية قصصهن الخاصة والبحث عن حلول لمشكلاتهن.


وقالت مقدمة البرنامج "تانيا نحاس" :" يجب أن تعرف المرأة حقوقها، ويجب أن يعطيها المجتمع هذه الحقوق".



وأضافت : "إن عدم وعي النساء العربيات بحقوقهن يمثل أزمة خطيرة في الشرق الأوسط، و يحاول البرنامج تناول الأثر المادي والعاطفي للطلاق، والانفصال، والترمل ،والبطالة، والميراث، وحضانة الأطفال لأن هذه القضايا وغيرها الكثير تواجه فيها المرأة قسوة المجتمع".



قناة سات-7


تعد قناة سات-7 أقدم قناة تنصيرية حيث بدأ البث الرسمي لها عام 1996، وتبث برامجها من قبرص ، وتتوجه إلى آسيا وأفريقيا باللغة العربية، ثم بدأت بالبث باللغتين الفارسية والتركية، وفي عام 2004م أخذت تبث على مدار الـ 24 ساعة، وتقوم بتمويلها 25 جهة كنسية نصرانية بعضها من الدول العربية وبعضها في أوروبا وأمريكا، وقد بدأت (سات 7) في تخصيص قناة تنصيرية بالفارسية، ويقول القائمون عليها أن عدد مشاهديها بلغ ما بين 1.5 و 2مليون مشاهد.


وعلى الرغم من كونها قناة إنجيلية إلا أنها تغطي فعاليات الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية.


كما تم تخصيص قناة للأطفال منبثقة عن سات -7 وهي سات-7 كيدز، وقد كانت تبث هذه القنوات على القمر الاصطناعي الأوروبي hot bird، إلا أن الحكومة المصرية قد سمحت مؤخرا لها بالبث على القمر الاصطناعي المصري النايل سات.

 


المصدر: مي عباس - رسالة الإسلام

فضائيات التنصير.. شيطان في كل بيت


فضائيات التنصير.. شيطان في كل بيت

على الرغم من الجهد الكبير الذي بذلته وما زالت تبذله الكنائس والمؤسسات التنصيرية طيلة العقود الماضية من أجل تحقيق هدفها الرامي إلى اقتلاع أكبر عدد ممكن من المسلمين وإدخالهم في العقيدة النصرانية إلا أن هذه المؤسسات بمختلف أشكالها ظلت مرتبطة في أذهان المسلمين بالاستعمار الذي سلبهم حريتهم واحتل أرضهم وأذاقهم الويلات فما كانت كل هذه الجهود التنصيرية لديهم إلا وسيلة من وسائل إحكام السيطرة وفرض الهيمنة وهو ما أوجد حاجزا كبيرا بين هذه الشعوب وبين هؤلاء المنصرين فكانت نتائج أعمالهم مع كل ما كلفت من أموال ضئيلة لا ترقى إلى ما كانوا يحلمون به ويتمنون.

وكعادتهم فإن هؤلاء المنصرين لم يكلوا ولم يملوا من البحث عن وسائل جديدة تقفز فوق هذه الحواجز المانعة من الوصول إلى نفوس وقلوب أبناء الشعوب العربية والإسلامية التي لم تقع أسيرة لكل المساعدات المالية والصحية والتعليمية التي قدموها لهم رغم فقرهم وعوزهم وحاجتهم لها حتى كانت هذه الثورة الإعلامية الهائلة التي كانت في نظر هؤلاء فتحا جديدا ربما يعوضهم ما فاتهم ويمنحهم ما يستيطيعون به اختراق النفوس والتأثير عليها.
 

الاهتمام بالإعلام

يعود اهتمام المؤسسات التنصيرية (حوالي ربع مليون مؤسسة) بالإعلام إلى زمن بعيد حيث حرصت ومنذ بدء نشاطها في المنطقة العربية والإسلامية على إصدار الكتب والمطبوعات والمنشورات إلى جانب الأنشطة التقليدية التي تمثلت في الخدمات الطبية عبر المستشفيات والمستوصفات والخدمات التعليمية من خلال المدارس والمعاهد والجامعات والبعثات العلمية فضلا عن الإغاثية حيث كانوا يقومون بتقديم الكثير من المساعدات الغذائية والحياتية لقطاعات كبيرة كانت تعاني من الفقر المدقع.

لكن هذا النشاط الإعلامي الذي كان يقوم به المنصرون لم يحقق المراد حيث كانت الشريحة المستهدفة منه هي الشريحة المتعلمة والمثقفة وهي شريحة في غالبيتها قد أوتيت حظا من العلم والمعرفة ووعي بالعقيدة الإسلامية وتعاليم الدين الحنيف وهو ما كان مانعا لها من الوقوع في فخ التنصير الذي يحاول القائمون عليه أن يستغلوا الجهل بالدين كدعامة أساسية في أعمالهم.

لذلك ومع التطور الإعلامي الهائل سارعت المؤسسات الكنسية التنصيرية إلى بحث ودراسة كيفية استغلال هذا التطور للتخديم على أهدافها فعقدت خلال الثلاثين عاما الماضية عشرات المؤتمرات الإعلامية التي ضمت صحفيين وخبراء إعلام وأساقفة من كل أنحاء العالم حيث تبادلوا فيما بينهم أفضل هذه الوسائل وأقواها والتي يمكن بها توسيع مجال عملهم التنصيري.

الإذاعة والإنترنت

حرصت المؤسسات التنصيرية على أن تتواجد وبشكل مكثف عبر كل الوسائل الإعلامية فلم تتوانى عن إنشاء الإذاعات المحلية والدولية في محاولة لمخاطبة الشعوب والجماهير العريضة بلغاتها المحلية وهو ما ساهم بشكل كبير في إيجاد قنوات لتواصل البعض من منحرفي النفوس وضعاف الإيمان مع هؤلاء المنصرين وهو ما دفع هذه المؤسسات إلى إنشاء المئات بل الآلاف من هذه الإذاعات التنصيرية التي تبث برامجها من وإلى مختلف القارات والدول.

ولتحقيق ذلك فقد أنشأت المؤسسات النصصيرية العديد من الهيئات والمنظمات الإعلامية الإذاعية للمساهمة بشكل او بآخر في إنشاء هذه الإذاعات ومن بين هذه الهيئات الرابطة الكاثوليكية للراديو والتلفزيون في سويسرا والتي تبث وحدها نحو مائة إذاعة تنصيرية والاتحاد العالمي للاتصالات المسيحية في لندن والرابطة الدولية للإذاعيين المسيحيين في الولايات المتحدة الأمريكية وجمعية التنصير العالمي بالراديو في أمريكا أيضا والهيئة التنصيرية العالمية في هونج كونج والاتحاد الفلبيني للإذاعيين الكاثوليك بتايلاند.


ولم تكتف المؤسسات التنصيرية بذلك بل إنها وبمجرد أن اتسع نطاق استخدام الشبكة الدولية للمعلومات "الإنترنت" سارعت أيضا هذه المؤسسات التنصيرية (التي تمتلك نحو 100 مليون جهاز كمبيوتر تتبع 25 شبكة إلكترونية موزعة على الكنائس الكبرى في العالم) إلى استخدامها فأنشئت المواقع والصحف الإلكترونية وغرف المحادثات التي تخدم فكرة التنصير وتدعو إليها بالإضافة إلى قيام نشطاء التنصير بإنشاء المدونات الخاصة التي بلغ عددها عشرات الآلاف تسعى جميعها إلى الإيقاع بمستخدمي الشبكة العنبكوتية في براثن التنصير.

واستخدم التنصيريون عبر الإنترنت كل الوسائل المتاحة لديهم لتحقيق بعض النجاحات لأهدافهم المقيتة فعملوا على إغراء العديد من الشباب بالسفر والهجرة إلى أمريكا والدول الغربية تارة وبالزواج والارتباط بفتيات جميلات تارة أخرى فضلا عن منح العديد من المستجيبين منهم لدعوتهم مبالغ مالية لانتشالهم من الفقر والحاجة وغير ذلك مما يعد وسائل رخيصة تؤكد دناءة الدعوة والداعين لها.

ويؤكد الباحث السعودي تركي بن خالد الظفيري أن النشاط التنصيري الكبير على شبكة الإنترنت أثمر آلاف المواقع التنصيرية التي تفوق عدد المواقع الإسلامية بعشرات المرات فالإحصائيات تؤكد أن عدد المواقع التنصيرية تزيد عن المواقع الإسلامية بمعدل 1200% وأن المنظمات المسيحية هي صاحبة اليد العيا في الإنترنت حيث تحتل 62% من المواقع وبعدها المنظمات اليهودية أما المسلمون فيتساوون مع الهندوس في عدد المواقع والذي لا يزيد عن 9% من مواقع الشبكة.

فيما أجرت باحثة سعودية "إنعام محمد العقيل" دراسة أخرى في جامعة الملك سعود عن المواقع التنصيرية على شبكة الإنترنت وقسمتها إلى ثلاثة مواقع :

1. المواقع التي تدعو للنصرانية وذكرت منها 36 موقعا عربيا وأجنبيا.

2. المواقع التي تطعن في الإسلام وتدعو للنصرانية وذكرت منها 21 موقعا عربيا وأجنبيا.

3. المواقع التي تدعم نشر الكتاب المقدس وقراءته وذكرت 8 مواقع.


فضائيات التنصير

لا يستطيع أحد أن يشكك في أن القنوات الفضائية والتلفزيون بشكل عام يعتبر من أخطر الوسائل الإعلامية أثرا ذلك لأنه يجمع بين "الرؤية والصوت والحركة" مما يجذب الانتباه ويثير الحواس أكثر من غيره وهو ما كان الدافع الرئيسي وراء أن تحرص المؤسسات التنصيرية على أن تستغل القدرة على بث قنوات فضائية بلغات مختلفة والاستفادة من ذلك في إيصال رسالتهم الدينية المزعومة وهو ما يفسر وجود نحو 500 قناة فضائية وأرضية تنصيرية جديدة والتي من المتوقع أن تصل إلى نحو 1000 قناة بحلول عام 2025م بعد أن لاحظ هؤلاء مدى الانتشار السريع لهذه القنوات وتزايد أعداد المستمعين لها.

فقد أشارت الإحصائيات إلى أن المستمعين للمحطات التنصيرية بلغوا عام 1970م نحو مائة وخمسون مليون مستمع حيث كان عدد ساعات البث وقتها 25 مليون ساعة فيما بلغ عدد المستمعين لهذه المحطات عام 2001م نحو 619 مليون حيث بلغت ساعات البث 172 مليون ساعة في حين أنه من المتوقع أن يصل عدد هؤلاء المستمعين إلى 1300 مليون مستمع عام 2025م حيث ستصل عدد ساعات البث إلى 425 مليون ساعة.

التنصير بالعربي

على الرغم من أن المنصرين يهدفون في حقيقة الأمر إلى نشر العقيدة النصرانية في أنحاء المعمورة كلها إلا أن حلمهم الأكبر يظل هو تنصير المنطقة العربية والإسلامية إذ أنهم يعتقدون في قرارة أنفسهم أن الإسلام هو الدين الوحيد القادر على مقاومة الأبعاد الحقيقية لهذا التنصير والتي تستهدف بالأساس تسييد الرجل الأبيض واستعباد ما سواه وهي المقدمة الأولى لاستمرار استغلال ثروات وخيرات دول العالم النامي.

وانطلاقا من هذا فقد عملت المؤسسات التنصيرية ومنذ اللحظة الأولى لبدء التوسع في البث الفضائي عام 1991م على أن يكون لها قنواتها الفضائية الناطقة باللغة العربية والتي بلغت حتى العام الجاري 2009م نحو عشرة قنوات فضائية تتمحور برامجها جميعا حول الدعوة إلى النصرانية والتشكيك في الإسلام.

وتعد قنوات (سات 7 والحياة ونور سات ومعجزة والروح والمحبة والكرامة والشفاء) أهم القنوات التنصيرية الناطقة باللغة العربية حيث حققت لها وجود فعلي في أوساط الجماهير العربية المسلمة بل أضحت بعض برامجها برامج جماهيرية تحرص بعض القطاعات على متابعتها والتفاعل معها إما من باب الرغبة والفضول في التعرف على ما يردده التنصيريون أو وقوعا في فخ وشرك دعاوى هؤلاء.

وبطبيعة الحال فإن القنوات التنصيرية العربية تختلف نسبيا فيما بينها في الجرأة على الإعلان عن أهدافها الحقيقية حيث يتحدد هذا بناء على الجهة والمكان الذي تبث منه القناة غير أنها جميعا تتفق على أن رسالتها السامية هي نشر ما يسمى برسالة المسيح إلى كل العرب وهو العنوان العام الذي يعني ببساطة شديدة الدعوة إلى العقيدة النصرانية.


بانوراما فضائية

على الرغم من أن ظاهر أهداف هذه القنوات ينبأ عن أن رغبة ملحة تسيطر على المنصرين في تحويل العالم العربي والإسلامي إلى عالم نصراني إلا أن النظر والتأمل في طبيعة ظروف تأسيس ومنطلقات هذه القنوات ليلحظ سريعا أن ثمة تناقضات تسود العلاقة بين هذه القنوات إذ أن كل قناة من هذه القنوات تعبر عن توجه نصراني خاص ربما يختلف كليا أو جزئيا عن التوجه الآخر وهو ما يمنح المسلمين الفرصة في إمكانية المواجهة والرد.

فقناة المحبة (أجابي) والتي بدأت بثها في 14/11/2005 م يقوم عليها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر ويمولها رجال أعمال أقباط داخل مصر وفي المهجر تعلن أن من أهدافها نشر الوعي المسيحي عن طريق تقديم الرعاية الروحية والرعوية للأقباط في مصر والخارج وتكوين صلات ربط ووصل بين الأقباط في مصر والعالم فضلا عن نشر التراث القبطي للكنيسة من تاريخ ولغة وفنون وهو التراث الذي يختلف اختلافا كبيرا مع كنيسة روما.

وتأتي قناة الكرمة التي بدأت بثها من أمريكا منتصف أكتوبر 2005م وموجهة أيضا للعرب في أمريكا وكندا والمكسيك معبرة عن المنهج العقيدي الذي يتبناه مالكها وهو صمويل إستيفانوس رجل الأعمال المصري الأصل الذي هاجر إلى أمريكا.

وهو نفس المنهج الخاص بقناة الشفاء التي بدأ بثها في يناير عام 2005 إذ هي تعبر عن التوجه العقدي لملاكها وهم القس دبني حن الذي ولد في فلسطين من أم لبنانية وأب يوناني الأصل وشبكة تلفزيون TBN الذس أسسها الدكتور بول كراوتش مع زوجته "جات".


أما قناة سات 7 والتي بدأت بثها عام 1996م من قبرص باللغة العربية إلى البلاد العربية وبالفارسية لإيران وبالتركية لتركيا فقد اشترك في تأسيسها 25 مؤسسة وكنيسة نصرانية من البلاد العربية وأوروبا وأمريكا ومن أهدافها مؤازرة الفئات النصرانية المشتتة وتثبيتها في إيمانها وشهاداتها للمسيح وإتاحة الفرصة لمشاهديها لسماع الرسالة النصرانية بلغتهم المحلية .

فيما تعلن قناة الحياة (وضيفها الدائم زكريا بطرس) صراحة عن أن هدفها الأساسي هو مهاجمة الإسلام والتشكيك ودعوة المسلمين إلى النصرانية وترك الإسلام وهي الأهداف التي حرصت القناة على تحقيقها منذ بدأت بثها من قبرص في الخامس عشر من سبتمبر عام 2005م.

كما ترفع قناة نور سات وهي قناة مارونية بدأت بثها الأرضي من لبنان عام 1991م والفضائي عام 2003م ويشرف عليها مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان شعار "الوطن لبنان" وهي كما هو واضح من شعارها تستهدف بالأساس المجتمع اللبناني واللبنانيين المقيمين خارج لبنان.

وأخيرا تأتي قناة معجزة التي تبث من النرويج على مدار 12 ساعة وهي موجهة للبلاد العربية والشرق الاوسط وأوربا فهي تعتمد في دعوتها للتنصير على إظهار معجزات المسيح بهدف التأثير النفسي والعاطفي على الشرائح المستهدفة.

المصدر: أسامة الهتيمي - موقع رسالة الإسلام

واقع التنصير في مصر

 

واقع التنصير في مصر

دراسة ميدانية لحملات التنصير من مصر لأسوان ...

تعتبر مصر الآن هي مركز النشاط التنصيري في الشرق وذلك لعدة أسباب هامة منها:
- قوة الكنيسة المصرية السياسية والدينية والاقتصادية؛ فالكنيسة القبطية مثلاً تعتبر ثاني أكبر الكنائس في التاريخ المسيحي بعد الكنيسة الرومانية, وقد تمكنت هذه الكنيسة من ترؤس كنائس الشرق جميعًا حتى بدأ النشاط البروتستانتي في إضعاف دورها، لكنها ما لبثت أن عادت إلى قوتها بعد سيطرة تنظيم الأمة القبطية الذي يتزعمه "شنودة" ومجموعة رهبان الستينات والسبعينات لها، ووصولها إلى قمة هرم السلطة فيها والكنيسة الإنجيلية تعمل بنشاط وقوة منذ نشأتها أيام الاحتلال الأجنبي في القرن ال19 وهي المسؤولة عن النشاط التنصيري في جميع دول الشرق الأوسط وأفريقيا.

- المطاردة الأمنية المستمرة والمتصاعدة للعلماء والدعاة والتي امتدت إلى علماء الأزهر، ودعاة الأوقاف، وشملت كذلك حصار المساجد وتلقيص دورها وتحديده في الصلاة فقط بما لا يزيد عن ثلاث ساعات يومًا، وقصر الخطابة والإمامة على المعنيين من قبل الأجهزة الأمنية ومراقبة جميع المراكز الخدمية والدعوية الإسلامية والتضيق عليها.

- تشجيع الدولة للتيارات العلمانية واللبرالية المعادية للإسلام، والغريب أن تتوطد علاقة الكنيسة مع هذه التيارات، ويستفيد كل منهم من الآخر في دعم ومساندة موقفه في الحرب على الإسلام.

- انتشار الجهل بين المسلمين بصورة لم تحدث من قبل في تاريخ الأمة، وهذا الجهل لا يتمثل في صورته البسيطة الناشئة عن سياسة تجفيف المنابع وضرب الرؤوس ومحاصرة العلماء، بل يتعداه إلى الجهل المركب والناتج عن ظهور طبقة جديدة من الدعاة والوعاظ -من غير أهل العلم- يعتمدون على زخرف القول في التأثير على مستمعيهم، ولا يطرقون سوى القصص والفروع الصغيرة؛ كي لا تثقل المواعظ على نفوس العامة فينصرفون عنهم.

- حملة شهوانية مسعورة تملأ على المسلمين حياتهم، تقعد لهم بكل صراط وسبيل تصدهم عن سبيل الله، وتزرع في نفوسهم الدياثة وحب الفواحش، حتى صار العامة لا يبالون إلا ببطونهم وفروجهم، وهذه الحملة تستخدم كل وسائل الاتصال البشري المسموعة والمرئية والمكتوبة، كما أنها في متناول الجميع وبسهولة وكثافة وتنوع وتلون لا يترك فرصة لأحد أن ينفصل عن فلكها، حتى أصبحت ميزانية وزارتي الإعلام والثقافة في مصر من أكبر الميزانيات بعد الداخلية والدفاع!! وأصبحت مصر هي محط كل المغنين والراقصين من الدول العربية!!.

- حالة الفقر المدقع والغلاء الفاحش والبطالة التي تخنق المسلمين في مصر، والتي وصلت إلى ذروتها؛ مما دفع البعض إلى الانتحار أو قتل الأطفال لعدم القدرة على إطعامهم أو شيوع البغاء والسرقة وما يسمى أخلاقيات الفقر والعنوسة، وأصبح لا هم للعامة سوى الحصول على المال للبقاء على قيد الحياة بكل وسيلة ممكنة، دون النظر إلى شرعية الوسيلة أو عواقبها.

كل هذه الأسباب سواء كانت تم التخطيط لها من قبل أعداء الأمة الإسلامية، أو وقعت لجهل المسلمين وبعدهم عن دينهم أو لكليهما معًا، فإن المتيقن منه الآن أن مصر تجهزت تمامًا لتأخذ نصيبها من مخطط الشرق الأوسط الكبير، وأن التنصير أحد أهم الوسائل المخصصة لذلك.

استقراء واقع التنصير:
من خلال استقرائنا لواقع التنصير نلاحظ أنه تم توزيع الأدوار على الكنائس المختلفة، وهذا التوزيع استغل الخصائص المختلفة للكنائس ليوظفها كعناصر قوة دافعة في برنامج واحد بمنظومة واحدة؛ هدفها تشويه الإسلام وزعزعة اليقين في قلوب المسلمين، وتسخين الوضع الطائفي عن طريق شحن الأقباط بعقدة التفوق والاضطهاد؛ مما يضمن تمسكهم، وانعزالهم، وبث الثقة واليقين فيهم، وإثارة جرأتهم على الإسلام.

ولذلك تم تقسيم الحملة التنصيرية إلى قسمين:

القسم الأول:
السياسي وتتولاه الكنيسة الأرثوذكسية باعتبارها أقلية أصلية، وليست وافدة وهي الأكثر عددًا والأكفاء تنظيمًا وإعداداً، وقد تجهزت الكنيسة الأرثوذكسية لهذا الدور عبر إعداد جيل كامل من الرهبان والكهنة المشبعين بالتعصب، والموالين لتنظيم الأمة القبطية الذي يتزعمه البابا نفسه..

وكذلك إنشاء التنظيم الدولي المساعد الذي يمثله أقباط المهجر وهي ظاهرة صنعها البابا شنودة بنفسه، وهو يفخر بهذا وقد استطاع هذا التنظيم إنشاء لوبي قوي في أمريكا وكندا واستراليا, وتمكن هذا التنظيم من الوصول إلى دوائر صنع القرار في أمريكا و أوربا مستغلاً العون اليهودي المقدم لإضعاف الدولة المصرية.

ويهدف هذا القسم إلى:
* تدويل قضية نصارى مصر سياسيًا على المستوى الدولي، وتهيئتهم للانفصال عن الدولة.

* انتزاع أكبر قدر ممكن من المكاسب والامتيازات من الحكومة.

* الوقيعة المستمرة بين المسلمين والأقباط؛ ليصبح الانفصال حلاً مريحًا للجميع.

* استقطاب الشخصيات العامة عن طريق الرشوة، والمصالح المتبادلة، أو إرهابها وتحيديها.

* تحييد المؤسسات الدينية الرسمية "الأزهر ـ الأوقاف"، عن طريق الترهيب والترغيب والتنادي بمسميات الوحدة الوطنية ووئد الفتنة الطائفية ونزع أسباب التوتر.

ويتزعم هذه الحملة السياسية داخليًا القمص "مرقس عزيز" كاهن الكنيسة المعلقة والمستشار "نجيب جبرائيل" المستشار القانوني للبابا شنودة وخارجيًا تنظيم "عدلي أبادير".

القسم الثاني هو القسم العلمي:
وتتزعمه بالأساس الكنيسة البروتستانتية باعتبارها الأكثر تعلماً وثقافة وقدرة على الجدل مع المسلمين، وكذلك لارتباطها مع المؤسسات التنصيرية العالمية، وهي في أغلبها مؤسسات بروتستانتية تتمتع بسند أمريكي وبريطاني باعتبار رابط المذهب الديني.

ويهدف هذا القسم إلى:
* تشويه صورة الإسلام لإقامة حائط صد يمنع المسيحيين من اعتناقه أو حتى التفكير فيه.

* تشكيك المسلمين في دينهم وهزيمتهم نفسيًا.

* استفزاز المسلمين للقيام بأحداث ثأرية تصب في صالح الشق السياسي وتزيد الضغوط على الدولة، وتتزعم هذا القسم داخليًا كنيسة "قصر الدوبارة" برئاسة القس "منيس عبد النور" و الدكتور "داود رياض" وجمعية خلاص النفوس الإنجيلية([1]) والقس "عبد المسيح بسيط" وهو كاهن كنيسة العذراء الأرثوذكسية ويتزعمه خارجيًا القمص "زكريا بطرس" وتنظيمه.

وعتاد هذا القسم هو:
عدد من القنوات الفضائية مثل: "الحياة", "سات7", "النور" , "السريانية", "أغابي" المعجزة" الكرامة" المسيح للجميع "CT".

وأكثر من خمسمائة موقع إلكتروني مثل: "صوت المسيحي الحر"، "الكلمة", "النور والظلمة", "فازر زكريا","فازر بسيط ", "الأقباط متحدون", مسيحيو الشرق الأوسط...

أكثر من عشر مجلات متخصصة مثل "الكتيبة الطيبية", "الطريق", الأخبار السارة, أخبار المشاهير...

أكثر من مائتي غرفة حوارية على برامج المحادثة الإلكترونية مثل "البالتوك" و"الماسنجر" و"الياهو" و"سكاي بي".

بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المنصرين والمتنصرين الذين يقودون الحرب على الإسلام باعتبارهم أصحاب تجربة، وهؤلاء ينشطون داخل شبكات تنصير منظمة وممولة.

ومن هذه الشبكات التنصيرية:
1- شبكة قمح مصر، وهي تنشط في أكثر من محافظة لاسيما القاهرة والمنيا وبني سويف، ويقودها شاب متنصر كان اسمه" محمد عبد المنعم" وأصبح "بيتر عبده" من محافظة المنصورة، ويساعده شاب متنصر أيضًا كان اسمه "مصطفى"، وأصبح "جون" وكلاهما تنصر على يد دكتور أمريكي اسمه "بوب", وقد تفوق "محمد عبد المنعم" أو "بيتر" فحصل على منحة لدراسة اللاهوت بالأردن، وهو يتقاضى راتبًا شهريًا يصل إلى عشرة آلاف دولار.

2- جمعية أرض الكتاب المقدس، ومقرها الرسمي "بكينجهام شاير" ويرأسها شخص اسمه"موبير نلي" وتنشط في الريف المصري، ويقوم عليها مجموعة من المنصرين العرب الأجانب، وتقوم هذه الجمعية بزيارة المناطق الفقيرة والمعدمة وتقوم ببناء البيوت ودفع اشتراكات التلفونات ومصاريف المدارس وتشارك هذه الجمعية في مشروع بناء مصر العليا وهو مشروع تنصيري ممول من جمعيات تنصيرية أوربية، وفي أخر رصد لنشاط جمعية أرض الكتاب المقدس خرج فريق من منصري هذه الجمعية إلى قرية الكوم الأخضر أحد قري الجيزة، وظلوا لمدة عشرة أيام كاملة يساعدون العائلات في بناء بيوتهم وتجديدها وأعمارها، حيث انفق الفريق أكثر من مائة ألف جنية إسترليني هناك.

3- الجمعية الإنجيلية للخدمات الإنسانية وهي جمعية تقوم بإقامة مشروعات صغيرة لفقراء المسلمين عن طريق القروض الميسرة، وتنشط في القاهرة الكبرى بوجه خاص، لاسيما المناطق العشوائية وهي خاضعة لكنيسة "قصر الدوبارة البروتستانتية" وقد تنصر بسببها عدد كبير من المتنصرين و يمولها عدد من الشركات المسيحية التجارية.

4- الجمعية الصحية المسيحية وهي جمعية ممولة من السفارة الأمريكية، وتدير عدة مدارس ومستشفيات وتقدم الخدمات المجانية لعدد كبير من المسلمين.

5- مؤسسة "دير مريم" وهي مؤسسة قديمة تقدم الدعم المادي والقروض الحسنة وتعرض خدمات الهجرة والسفر للمتنصرين.

6- مؤسسة "بيلان" وهي أيضًا مؤسسة عريقة في التنصير، وبجانب ما توفره من دعم مادي تقوم بإقامة حفلات عامة يوم الأحد وتدير شبكة مراسلة وتعارف بين الشباب من سن الحادية عشرة إلى الخامسة عشرة سنة بين مصر والبلاد الأوربية.

7- مؤسسة حماية البيئة ومقرها الأساسي في منشية ناصر أحد أفقر أحياء القاهرة، ولها فروع في العديد من المناطق الشعبية، وتقوم بتدريب الشباب والفتيات من كل الأعمار على الأشغال اليدوية وإقامة المشروعات الصغيرة، وتقوم بالتعاون مع السفارة الأمريكية بإعداد معارض لمنتجات المتدربين فيها، وتضم كذلك دور حضانة ومدارس بأجور رمزية يقوم فيها المسيحيون بالتدريس لصغار المسلمين.

8- جمعية "الكورسات" بالإسكندرية، وهي جمعية إنجيلية تقوم برعاية أطفال الشوارع، حيث توفر لهم ثلاث وجبات يومية ومدرسة لمحو الأمية وورش لتعلم الحرف، وقد تحدثنا مع بعض الأطفال الذين عاشوا فيها لفترة وأكدوا لنا أنهم تعرضوا لعمليات تنصير، وأنهم أجبروا على أداء صلوات مع القساوسة، وعلى شكر يسوع بعد تناول الطعام، وأنهم تلقوا وعودًا بالسفر والتوظيف إذا استجابوا لتعليمات القساوسة والراهبات القائمين على هذه الجمعية.

ويقدر تقرير أمريكي نشرته صحيفة (المصريون) بتاريخ 15-8-2007 أعداد الجمعيات والمنظمات التنصيرية بقرابة ألفي منظمة وجمعية، منها قرابة ثلاثمائة تقيم في مصر بشكل رسمي ودائم ويعمل بها ما لا يقل عن خمسة آلاف مصري وألف وخمسمائة أجنبي.

وجمعها تتلقى دعم مالي من المؤسسات التنصيرية العالمية مثل:
- "مؤسسة ماري تسوري".

- ومؤسسة" كريتاس" التابعة" لمجلس الكنائس العالمي.

- "ومؤسسة" الكريستيان أيد".

- ومؤسسة "ما وراء البحار".

- ومؤسسة "الطفولة الأمريكية".

- وهيئة "سدبا".

- ومؤسسة "كاتليست".

ومن الملاحظات التي رصدناها في الفترة الأخيرة، هو انتشار النشاط التنصيري إلى أماكن التوتر العرقي في مصر، فقد رصدنا عمليات تنصير تجري في النوبة وهي تقوم بالأساس على استغلال مشاكل النوبة الاقتصادية والسياسة، وتقوم جمعيات تنصيرية أمريكية بمشروع يسمي "الوعي القومي" في هذه المناطق، وهو يهدف إلى عزلهم كمجموعة مستقلة لغة وثقافة وعرقًا، وقد نجحت هذه المجموعات التنصيرية في تنصير الكثير من هؤلاء مطبقة بذلك نموذج "أمازيغ" الجزائر ويساعدهم في ذلك أحد كبار مثقفيهم وهو "حجاج أدول"، وقد حصل على عدة جوائز أدبية وشارك في العديد من المؤتمرات الخاصة بالأقباط في أمريكا.

كذلك رصدنا مجموعة من المنصرين تنتشر بين بدو سيناء مستغلة مشاكلهم الاقتصادية والأمنية مع الدولة، وتدير هذه المجموعة نشاطها من بعض الفنادق والأديرة، ويشاركها مجموعة من جمعية المعونة الأمريكية، وقد حققت نجاحات على مستوى الأطفال والنساء وإقامة علاقات وثيقة مع شيوخ بعض القبائل.

كذلك انتشر التنصير في صعيد مصر الذي يعاني من التهميش والإهمال والفقر، وبينما توفر الكنيسة للنصارى فيه الدعم والسند المالي الكبير؛ والذي جعلهم أقلية منعمة ومرفهة.

استقراء الواقع من خلال نماذج من المتنصرين:
تم تدريب فرق من الشباب المسيحي للعمل في مجال التنصير وهؤلاء الشباب يتلقون تدريبات مكثفة على كيفية إدارة الحوار مع المسلمين، وكسب مودتهم وثقتهم واكتشاف نقاط الضعف في شخصيتهم واستثمارها، ويتركز النشاط التنصيري على عدة جبهات أساسية وهي:

المراكز التعليمية:
الجامعات والمدارس والمدن الطلابية وقد رصدنا أحاديث تدور داخل الكنيسة عن ضرورة وجود جامعة مسيحية على غرار جامعة الأزهر، وذلك بعد رفض الدولة انتساب المسيحيين لها، ومع صعوبة ذلك من الناحية العملية قرر المنصرين تحويل أحد الجامعات العامة إلى جامعة مسيحية بواقع الحال، وتم اختيار "جامعة حلوان" بالفعل، وبَدَئُوا المخطط بأيديهم لا بأيدي الدولة، فتم عمل تركيز تنصيري على شباب الجامعة بشكل مكثف، وعمل اتصالات مع وكلاء الجامعة وكلياتها لشئون البيئة والمجتمع حتى تحل مشاكل التنصير وما يضاده، الموظفون النصارى بالجامعة يساندون بعضهم، ويجنبون المسلمين المراكز التي يتولها أحد منهم، ولا يتسامحون في ذلك ويتخطون اللوائح المنظمة لذلك وسط تخاذل غريب من المسلمين.

المراكز الاجتماعية:
النوادي والتجمعات الليلية وأماكن تجمع الشباب بصفة خاصة، وقد رصدنا في تسجيل مصور مع أحد كبار المنصرين بكنيسة "قصر الدوبارة" اسمه "مجدي برسوم" يشرح الكيفية التي يتم بها التحضير لهذا؛ فقال أنهم يجتمعون للصلاة في الكنيسة حتى منتصف الليل ثم يخرجون في مجموعات إلى أماكن تجمع الشباب وأماكن اللهو؛ ليستقطبوا الشباب إلى الكنيسة بغض النظر عن دينهم، وهناك توطد العلاقات بينهم وبين المنصرين وتستمر الزيارات بينهم.

المراكز الطبية:
مستشفيات وجمعيات مرضى الكلي والسرطان، فهناك رحلات تنظمها الكنائس إلى هذه الأماكن، وتقوم بتوزيع الهدايا والأموال والتعرف على احتياجات المرضى، وقيام صداقات بينهم وبين المنصرين.

التجمعات الفقيرة:
مثل منطقة "الكيلو أربعة ونصف"، و"منشية ناصر"، و"عزبة الهجانة"، و"الدويقة"، و"البساتين"، و"مصر القديمة"، و"المقطم"، و "جزيرة الدهب" بين "المعادي ومنطقة "البحر الأعظم"، "جزيرة الوراق "امبابة".

مراكز الإيداع الخاصة:
السجون وملاجئ الأطفال ودور المسنين، ومع حساسية هذه الأماكن وظروفها الخاصة، إلا أننا لا نجد أي اهتمام من الجمعيات الإسلامية الدينية أو الاجتماعية بها، ولا عجب بعد هذا أن ينتشر التنصير وأن يحقق نجاحات واسعة في بلاد المسلمين.

واختصاراً سوف ننقل ثلاثة أمثلة متنوعة للشباب المتنصر؛ توضح لنا كيفية عمل المنصرين وما هي أساليبهم ووسائلهم، وقد حرصنا على ألا ننقل الوقائع إلا من على ألسنة هذه النماذج نفسها بلا واسطة، وذلك من خلال علاقتنا بهم:

زينب نموذج واقعي لتنصير فتاة مسلمة في الجامعة:
في واقعة تنصر الفتاة المسلمة "زينب" اكتشفنا الكثير من أساليب عمل الخلايا التنصيرية فقد التفت حول الفتاة خلية تنصيرية أرثوذكسية داخل جامعة حلوان، مكونة من شاب مسيحي وفتاتين متنصرتين سراً، وبدأ الشاب التودد والتقرب إلى الفتاة مستغلاً أنها غير جميلة، ولا يعبأ بها شباب الجامعة، وتعاني من الإهمال في بيتها، في نفس الوقت بدأت صداقة بينها وبين الفتاتين وبعد أن توطدت علاقتها بالشاب المسيحي صارحها برغبته في الارتباط بها، وعندما عرضت عليه الإسلام طرح عليها بعض الشبهات العلمية التي تقف حائلاً بينه وبين الإسلام، في ذات الوقت الذي كانت تجلس فيه مع الفتاتان يوميًا لقراءة القرآن في مسجد الجامعة، وكانت كل منهما تثير بعض الأسئلة حول الإسلام في صيغة تساؤل واستفهام لزرع الشك في قلبها, ومع ضعف ثقافتها ومهارة الخلية المسيحية كانت تضع دائمًا الإسلام في مقارنة المسيحية، حتى سألتها يومًا أحد الفتاتين عن تفسير قوله- تعالى-: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} [سورة البقرة: من الآية 222] وكيف يكون هذا مع ما تقوله عائشة أن النبي كان يباشرها وهي حائض؟

ولجأت الفتاة إلى أحد الدعاة المشهورين تسأله؛ فقال لها أن المباشرة غير الجماع، ولم تفهم الفتاة فطلبت منه توضيحًا أكثر، فسألها: "هل أنت متزوجة"، فقالت: "لا"؛ فعنفها هذا الداعية واتهمها بقلة الأدب والتربية؛ لأنها تسأل فيما لا يعنيها ولا تسأل عن ذلك سوى المتزوجة, مما أحدث لها أثرًا نفسيًّا سيئًا، وعندما علم الشاب بهذا الموقف طلب منها أن تتحدث مع القس "زكريا بطرس" مباشرة في غرفة خاصة على "البالتوك"، ووجدت عند القس من الاهتمام والتودد والملاطفة والتواضع معها ما لم تجده عند من احتكت بهم من الدعاة؛ فكثر حديثها معه وكان القس يتصل بها هاتفيًا من أمريكا كل يوم ثم صارحتها أحد الفتاتين أنها تفكر جدياً في التنصر هي و أسرتها، وبالفعل أخذتها بعد ذلك لتجلس مع أسرتها وهي متنصرة بأكملها وبعد رحلة بين المتنصرين والإنترنت والدعاة تنصرت "زينب"..

وظلت تمارس التنصير وتتدرب عليه وتمارسه مع غيرها من المسلمين، حتى طلبت منها الكنيسة أن تترك بيتها وتهرب، وبالفعل تركت الفتاة البيت والتحقت بأحد الأديرة، وهناك رأت عائلات كاملة تنصرت وتركت الإسلام، وتعيش في معية الكنيسة، وهذه العائلات المتنصرة تمثل أخطر الجهود المبذولة لتنصر المسلمين, وبعد ستة أشهر قضتها "زينب" تتدرب على التنصير، وتتلقى دورات في كراهية الإسلام والطعن فيه، قررت أن تعود إلى بيتها لتنصير أسرتها ويشاء الله أن يتلقى والدها مع بعض الشباب المهتم بقضايا التنصير، وبعد عدة جلسات ومناظرات عادت زينب إلى الإسلام, وبعد عودتها إلى الإسلام كشفت لنا زينب معلومات هامة عن النشاط التنصيري فتقول:

- إن هناك إمكانيات هائلة لدي الكنيسة لاستيعاب أي أعداد من المتنصرين وإن هناك أسر مسيحية تستضيف المتنصرين، وتدمجهم داخلها بحيث يصبح أحد أفراد الأسرة، ومن لا يرغب في الالتحاق بهذه الأسر، توفر له الكنيسة بيوت إيواء المتنصرين وهي بيوت مجهزة للمعيشة، وتوفر له الكنيسة مشروع عمل صغير، وتلبي الكنيسة طلبات بعض المتنصرين بالسفر للخارج, كما يعمل بعضهم في مجموعات التنصير.

- وحول سؤالنا عن عدد المتنصرين قالت زينب أنها علمت أنهم أكثر من ثلاثة آلاف متنصر.

- وقالت أنه يتم تصوير المتنصرين فيديو وهم يحكون تجاربهم وكيفية تنصرهم، وتسوق هذه التسجيلات لدي المؤسسات التنصيرية الكبرى كدليل على نجاح خطة العمل بمصر، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى زيادة الدعم المادي للمنصرين وأكدت أنه قد طلب منها أن تحكي قصتها بشكل مخالف لما حدث؛ حتى تؤثر على من يسمعها من المسلمين.

- تستخدم هذه التسجيلات لزعزعة إيمان المسلمين عن طريق بثها عبر الإنترنت وتوزيعها على الشباب على أقراص مدمجة في الجامعات والنوادي.

- وتكشف زينب أن العامل المادي أو العاطفي ليس هو الدافع الأول لتنصر بعض المسلمين، وإنما كثرة الشبهات المثارة على الإسلام وعقيدته وقلة اهتمام العلماء بالردود المطمئنة؛ هو السبب في تنصر الغالبية العظمي من المتنصرين وأن المال عامل مساعد فقط.

- وفي ردها على سؤال لنا حول هدف المنصرين وهل يسعون إلى تغير التركيبة السكانية لمصر مثلاً؟
قالت زينب: "إن المنصرين يرددون دائمًا أن الأندلس لم يكن بها سوى ثمانية مسيحيين فقط وأنهم استطاعوا بعد سنوات من العمل والجهد طرد الإسلام وأهله من الأندلس، وهدم ثمانية قرون من الإسلام تماماً, لكنهم يستخدمون التنصير عنصر جذب للتعاطف المسيحي لقضيتهم وزعزعة عقيدة المسلمين ومنع النصارى من اعتناق الإسلام؛ لتبقى الكنيسة قوية ومتحدة".

*****

والنموذج الثاني هو الشاب "محمد السيد" من الإسكندرية:
وقد تنصر على يد فريق من المنصرين الإنجيليين، وعاد إلى الإسلام بعد سبع سنوات ونستطيع من خلال قصته أن نلاحظ الخطوات المتبعة في إعداد المتنصرين, يقول "محمد": أنه مر بضائقة مالية، وعندما لجأ لأحد أصدقائه المسلمين؛ ليقترض منه أعطاه هذا الصديق رقم تلفون لأحد النصارى اسمه "ميخائيل" وهو يقود جمعية إنجيلية اسمها "جمعية الخدمات الإنسانية الإنجيلية" فطلب منه أن ينزل إليه في القاهرة؛ ليقابله، وبعد لقاء في أحد الأماكن العامة اصطحبه "ميخائيل" إلى شقة بأحد أحياء القاهرة؛ ليبيت فيها وهناك رأى مجموعة من الشباب المسلمين من محافظات مختلفة كلهم حضروا ليتم تنصيرهم، وبعد عدة لقاءات مع ميخائيل و"جون" رئيس مجموعة التنصير تم فيها تشكيكه في الإسلام، وإغرائه بالمال والجنس تم اصطحابه إلى كنيسة "قصر الدوبارة"؛ ليسمع بعض العظات فقط، وفي مرحلة أخرى سمح له بالصعود إلى الدور الخامس بالكنيسة وهو مخصص للمتنصرين من المسلمين، واجتمع فيه هو وعدد كبير من الشباب المتنصرين مع الدكتور "داود رياض" وهو مسيحي أسلمت زوجته فتفرغ لتنصير المسلمين، وحصل على دكتوراه في اللاهوت، ويعد الرجل الثاني في كنيسة "قصر الدوبارة" بعد القس "منيس عبد النور"، والمسئول عن المنصرين هناك شخص مسيحي يدعي "صبحي"، وكان يعمل في أحد الجهات الأمنية الحساسة، وتقاعد وتفرغ لتنصير المسلمين([2]).

وبعد هذه الجلسات التي كانت تعقد يوم الاثنين والخميس والتي استمرت لمدة أربعة أشهر والتي تعقد لكل مجموعة على حدا والمجموعة تتكون من عشرين متنصر حضروا بأسماء وهمية من محافظات مختلفة، ومادة الدراسة هي الشبهات على الإسلام والقرآن والرسول وبعد الاجتماع تعقد اجتماعات بين المتنصرين، وبعض الأسر المسيحية للتعارف والتودد والتقريب بينهم، وبعد انتهاء مرحلة الدراسة بالكنيسة تبدأ مرحلة الكنائس المنزلية، ومدتها شهرين وفيها تجتمع المجموعة المتنصرة في أحد البيوت المعدة ككنسية منزلية ومجهزة بكافة وسائل المعيشة والترفيه ويحضر فريق من المنصرين المتمرسين لتدريبهم على تنصير المسلمين، وبعد هذه الفترة يتم فرز المتنصرين وتوزيعهم على عدة أعمال حسب إمكانياتهم ما بين مجموعة تستمر في الدراسة؛ ليصبح منصرًا ومحاورًا للمسلمين، ومجموعة تلتحق بفريق خدمة المتنصرين الجدد والتدريس لهم، وفريق يتم توظيفه؛ لمهاجمة الإسلام عبر الإنترنت وغيره من الوسائل الإعلامية وهناك أيضًا من يتم تسفيره بعض الدول الغربية، ولا يعلم "محمد" ما يحدث هناك.

أما "محمد" فقد فتح الباب أمامه للتعرف على مجتمع المنصرين والخروج إلى المؤتمرات التنصيرية والانخراط في عمليات التنصير وتعلم أساليبها المختلفة .

ويصف "محمد" أحد هذه المؤتمرات والذي أقيم في منطقة فيلات "كينج ماريوت"، حيث تم اصطحاب الشباب وجميعهم من المتنصرين في سيارات مكيفة، وتم توزيعهم على الفيلات والشاليهات وهي مجهزة على أحدث طراز على حد وصفه ويبدأ البرنامج اليومي بالاستيقاظ في السادسة صباحًا ثم فترة خلوة وهي أن يجلس المتنصر بمفرده يقرأ الكتاب المقدس ويتدبر في بعض نصوصه، ثم التوجه إلى مكان مخصص للإفطار وبعدها يبدأ برنامج المحاضرات ويقوم عليها قساوسة وقادة مسيحية مشاهير وغالبًا ما يحضر المؤتمر أحد الشخصيات المرموقة داخل الكنيسة، وتتم المحاضرات في صورة حوار حول مسائل عقائدية أو أخلاقية ويقارن فيها بين المسيحية والإسلام، وخلال هذه المحاضرة مشاركات من المتنصرين حول تجاربهم الخاصة في هذا الأمر بين المسيحية والإسلام ويكون الجو العام للمحاضرة هو التطاول والهجوم على الإسلام.

وبعد هذا تبدأ فترة الغداء وبعدها فترة الترفيه، وفيها يخرج الشباب إلى حمامات السباحة وملاعب التنس ومشاهدة التلفاز، وفي المساء يكون لقاء مفتوح مع الشخصيات العامة أو القيادية في المؤتمر، ويتحدث كل متنصر فيها عن مشاكله واحتياجاته ويطلب ما يريد ويعطي دائمًا ما يطلب بل ويتم توزيع مكافآت ثمينة على أكثر الأعضاء نشاطًا في تنصير المسلمين، وينتهي المؤتمر دائمًا بتوزيع جدول عمل ومهام جديدة لتنصير المسلمين ويتم صرف مبلغ مائتي جنيه يوميًا لكل فرد طوال أيام المؤتمر.

ويذكر "محمد" أن هناك مجموعات كاملة عملها هو التنصير داخل السجون عبر ترتيب زيارات لهم، وإقامة احتفالات لهم وإعانتهم وأسرهم بالمال.

ويذكر "محمد" أن عددًا كبيرًا من الشركات والمطاعم العالمية والصيدليات ومعارض السيارات تقدم خدمات توظيف للمتنصرين وبمرتبات مجزية.

وينهي "محمد" شهادته لنا بقوله عن التنصير: "لو علم الكثير من فقراء المسلمين بهذا الكلام سوف يتنصرون نتيجة الفقر والجهل".

وفي سؤال لنا حول أعداد المتنصرين قال "محمد": "إنهم بالتأكيد أكثر من عشرة آلاف متنصر وأن أعداهم تتضاعف بسرعة كبيرة وكلما تنصر مسلم زاد الدعم الخارجي والداخلي للمنصرين وذادت إمكانياتهم ونفوذهم".

وفي سؤال عن موقف السلطات الأمنية من هذه المعلومات قال "محمد": "أنه أبلغ السلطات بكل هذه المعلومات وأنهم تقبلوها بهدوء شديد وأخبروه أنهم على علم بأكثر من هذا، وقال أنه لم يلاحظ أي خوف أمني من جماعات التنصير بل العكس، ففي أحد المرات استدعت مباحث أمن الدولة أحد قادة المجموعات وتحدث معه بلين شديد وصل إلى سؤالهم له عما إذا كان هناك أحد من المسلمين يضايقه!!".

وفي سؤال لنا عن الأسلوب الأمثل لمواجهة التنصير قال "محمد": "إنها مهمة صعبة وإنه ينبغي للمسلمين الانتشار السريع والواسع"، وقال: "إن مهاجمة المسيحية تربك دائمًا المنصر لذلك كانوا يحذروهم من طرح فكرة الدخول للمسيحية قبل الإقناع التام بترك الإسلام".

والنموذج الثالث مغاير تمامًا لسابقيه فهو يجسد الخطورة التي يمثلها المتنصرين حتى يصبح أحدهم شوكة في ظهر الإسلام أخطر ممن دعاه إلى المسيحية:

"محمد حسن" شاب مسلم تنصر ثم سافر إلى الخارج فتعلم وتلقى دعمًا وتزوج من منصرة مصرية، ثم عاد ففتحت له الكنيسة دار للنشر اسمها الكلمة " اللوجوس" في منطقة عين شمس الشرقية، وهو يتلقى تمويلاً من مؤسسة "ماريا ميتسوري" العالمية التنصيرية.

ويتظاهر "محمد حسن" هذا بالإسلام وينشر مؤلفات باسمه تحمل رؤية المنصرين وشبهاتهم فقد طبع كتاب يحاول فيه تأصيل فكرة أن الحج مأخوذ من العادات الوثنية قبل الإسلام، ويطعن فيه في الإسلام طعنًا شديداً وقد وضع اسمه على الغلاف "محمد حسن"، وهو يفتح بيته للحالات الحرجة من المتنصرين باعتباره مسلم يستضيف مسلم أو مسلمة.

وقد حاولنا أن نعرف منه قصة تنصره لكنه يرفض ويزعم أنه مسلم مفكر يستخدم عقله على الرغم من اعتراف الكثير من المتنصرين الذين عادوا إلى الإسلام أنه متنصر وأنه كان يلقى فيهم بعض المحاضرات وزوجته معروفة بنشاطها التنصيري، وهي تعمل في بيوت خدمة المتنصرين الجدد.

ويعد "محمد حسن" المستشار الأول لكثير من الجهات التنصيرية في مصر وقد استخدموه كثيرًا في التصدي لمقاومي التنصير في معرض الكتب الدولي بالقاهرة ([3]) والذي يقام سنويًا تحت رعاية شركة "موبنيل" المسيحية والتي تمول الكثير من الأنشطة التنصيرية باعتراف المنصرين أنفسهم.

ومن خلال هذه الأمثلة يتضح لنا مدي خطورة وقوة المشروع التنصير بمصر، والذي تقف الدولة أمامه عاجزة بل ومتواطئة أحيانا بينما استهان العلماء والدعاة بالتنصير لسخافة فكرته وعدم معقولية العقيدة النصرانية الأمر الذي أوجد اطمئنانًا لعدم انتشارها، ونسوا أن المنصرين لا يرتكزون على العقل في دعوتهم بل يستندون على الحيل والإغراء واستغلال جهل المسلمين والاستعانة بالقوى السياسية الدولية المعادية الإسلام.

وليس "محمد حسن" فحسب فالأغلبية من المتنصرين هم الذين يديرون الحرب على الإسلام وكبار المنصرين اليوم كانوا مسلمين يومًا ما ثم تنصروا ومن هؤلاء:

- "ناهد محمود متولي" وهي مدرسة سابقة تنصرت وسمت نفسها "أدويت عبد المسيح" وسافرت إلى هولندا ثم بريطانيا ثم استقر بها المقام في أمريكا، وتعتبر"ناهد" الشخصية الثانية في معسكر تنصير المسلمين بعد القمص "زكريا بطرس" بل إنها هي التي شهرت هذا القس بعد سلسلة لقاءات معها.

- "أحمد أباظة" وهو مسلم مصري من الشرقية تنصر وسافر إلى أمريكا ومن هناك انشأ موقعًا على الإنترنت اسمه "المتنصرون" و أنشأ غرفة على برنامج البالتوك ونجح في تكوين فريق تابع له في مصر وهو السبب في تنصير عدد من الفتيات المسلمات، بعد إقامة علاقات معهن عبر الهاتف ووعدهم لهن بالزواج والإقامة معهم في أمريكا.

- "محمد النجار" وهو يدعي أنه مسلم من الجيزة وتنصر هو وزوجته وسمى نفسه "صموئيل عبد المسيح" وسافر إلى هولندا وسجل عدة حلقات يتحدث فيها عن رحلته إلى المسيحية، كان له أثر بالغ في النشاط التنصيري وله الآن موقع على الإنترنت يبث فيه سمومه، وقد رصدنا اتصالات له مع بعض المتنصرين الجدد يشجعهم ويعدهم ويقص عليهم تجربته.

- "فرحة" وهي فتاة مصرية لا نعلم عناه سوى أن اسمها الحقيقي "ريهام" تنصرت في جامعة حلوان وتزوجت من منصر وهي تقود فريق المتنصرين عبر غرف الشات بالبالتوك وكان لها دور هام في تنصير عدد من الفتيات المسلمات، وهي من أشد المتنصرين كرهًا للإسلام.

- "أسماء محمد الخولي" وهي فتاة مسلمة من القاهرة تنصرت وسافرت إلى اليونان، وهناك تزوجت من منصر شهير وسجلت حلقات تتحدث فيها عن تنصرها، ونشطت عبر البالتوك ومؤخرًا واجهت والدها عبر فضائية دريم2 وتهجمت على الإسلام،وطالبت بحرية التنصر في مصر.


حملات التنصر العامة:
وهي نوع آخر من النشاط التنصيري لكنه مختلف لكونه غير سري بل يتم على مستوى كبير وفي وقت واحد ويسمى عندهم حملة إلقاء البذور، وتقوم فيها مجموعات كبيرة بنشر موضوع تنصيري على أكبر عدد ممكن من المسلمين بصورة علنية ومن أمثلة ذلك:


- قيام مجموعات تنصيرية في أول شهر رمضان سنة 2005 بتوزيع اسطوانة مدمجة CD على شباب الجامعات في القاهرة و الإسكندرية والمنصورة وبنها كتب عليها هدية رمضان واتضح أن هذه الاسطوانة تحوي مسرحية سافلة مثلت في أحد كنائس الإسكندرية بعنوان " كنت أعمى و الآن أبصر" تحكي قصة شاب مسيحي أسلم ثم اكتشف أن الإسلام ديانة شيطانية- على حد قوله- فعاد للمسيحية وحاول المسلمون قتله لكنه نجا ببركة العذراء!! , وقد أدت هذه المسرحية إلى قيام الكثير من المسلمين بمهاجمة الكنيسة التي مثلت بها، واستمرت أحداث العنف أكثر من شهر كامل.


- قيام الكنائس بتنظيم عرض كبير لفيلم آلام المسيح، ودعوة الشباب لحضور الفيلم وتوزيع الهدايا عليهم والتعارف بينهم وبين الفتيات المسيحيات، ثم تنظيم رحلات إلى بعض الأديرة الأثرية والشواطئ الخاصة، وخلال هذه المدة يتم التأثير عليهم واستقطابهم للانتظام في عظات الكنيسة ومجموعات التنصير.

- ومن أخطر مواسم التنصير إن لم يكن أخطرها على الإطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يعد أكثر مواسم التنصير خصوبة حيث يتم توزيع ملايين الكتب المجانية وعرض الأفلام التنصيرية و إقامة الحوارات مع رواد المعرض، وتبادل أرقام الهواتف والعناوين والعناوين الإلكترونية , ويتم تسريح فرق من المنصرين بين شباب المعرض وأمام المكتبات المسيحية، وتباع الكتب المسيحية بأسعار رمزية جدًا "خمسة كتب بربع جنية فقط "بينما توزع الملايين منها مجانًا على المسلمين ويصل رواد المعرض يومياً إلى مائة وعشرين ألف في المتوسط وتنشط في المعرض ثلاثة من أكبر جمعيات التنصير في العالم:
1- جمعية خلاص النفوس المسيحية

2- جمعية كنيسة الإخوة الإنجيلية

3- دار الكتاب المقدس

ويقام المعرض تحت رعاية شركة "موبنيل" للاتصالات وهي أحد شركات "نجيب ساويرس" وهو من أكبر ممولين التنصير في مصر مما جعل المعرض مكاناً خصباً و آمناً لمجموعات التنصير، وقد رصدنا عدد من المتنصرين تحت تأثير النشاط التنصيري بالمعرض.

- قيام المجموعات التنصيرية بتوزيع كتاب يهاجم الإسلام أو يدعوا إلى المسيحية عن طريق تحريف الإسلام على نطاق واسع مثل توزيع كتاب مرقس عزيز "استحالة تحرف الكتاب المقدس" وقد رصدنا أكثر من عشر فتيات تعرضوا لعملية تنصير بهذا الكتاب عن طريق توزيعه عليهم كهدايا.

وكذلك قيامهم بتوزيع ونشر محاضرة مرئية لأحد القساوسة يتحدث فيها عن إثبات إلوهية المسيح من القران الكريم وقد انتشرت هذه المحاضرة بين المسلمين وللأسف لم يفرد لها أحد من الدعاة رد علمي حتى الآن.

هذه باختصار أهم مجالات وأساليب التنصير في مصر و أخير أحب أن أشير فقط مجرد إشارة إلى العامل المسكوت عنه وهو:

الإعداد العسكري:
فمؤخرًا أفرجت الدولة عن بعض الأدبيات التي تتحدث عن وجود تنظيمات أرثوذكسية مسلحة بمصر منها ما سمي بـ : "جماعة الجهاد النصراني", وغيرها.

لغة الارقام:
التنصير حول العالم ـ أرقام مبدئية:
· بلغ عدد المنظمات التنصيرية في العالم 23,300 منظمة.

· منها 4500 منظمة ترسل منصرين إلى الخارج.

· تصدر 3100 دورية ومجلة.

· تشرف على 104 آلاف معهد ومدرسة.

· بهذه المدارس 6 ملايين تلميذ مسلم.

· ولها 500 جامعة، و490 مدرسة لاهوت لتخريج المنصرين.

· 10 آلاف و677 مدرسة رياض أطفال.

· ألف وخمسين صيدلية.

· أكثر من 4450 محطة إذاعية تقريباً ما بين مرئية ومسموعة تبث 447 مليون ساعة تنصيرية في كل عام.

· هذه المحطات تبث بأكثر من 64 لغة مختلفة.

· بلغ عدد المستمعين والمستهدفين لها 619 مليون إنسان.

· في إفريقيا أكثر من 119.000 مُنَصِّر ومُنَصِّرة ينفقون أكثر من ملياري دولار سنوياً ومجموع الإرساليات الموجودة في 38 بلداً إفريقياً 111.000 إرسالية.

****

كيف نواجه التنصير:
في ظل هذا النشاط الهائلة والإمكانيات الضخمة والواقع الصعب ليس من السهل مواجهة التنصيري، لا سيما وواقع الدعوة في مصر يتراجع ولا يتقدم والضغط الأمني يتزايد وقافلة الدعوة تتجه إلى حقول غريبة وبعيدة عن واقع الأمة، وقضاياها الهامة والأساسية.

ومهما يكن من أمر فإن الدعاة يملكون ما لا يملكه المنصرون، وهو أقوي من جميع إمكانياتهم ألا وهو الحق الذي تعرفه القلوب، وترتاح إليه الفطرة وتحن إليه الأرواح المتعبة، والنفوس البائسة.

ثم إنه ينبغي علينا أن نعلم أننا لسنا سوى أسبابا ينصر بها الله دينه فقط {ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [سورة المائدة: من الآية 23] فنحن أُجراء عند الله سبحانه صاحب الدعوة، وما علينا إلا الامتثال والطاعة، أما تحقيق الأهداف وقطف الثمار والانتصار الظاهر على العدو؛ فهذا أمر الله وحده يقدره متى وأين وكيف شاء سبحانه..

وينبغي علينا أن نتشبع بيقين أن الله سبحانه ناصر عباده ومظهر دينه وغالب على أمره، ومع هذا فإن النصر لا يأتي بمجرد اليقين أو الإيمان المجرد عن العمل، بل كما أخبر الله {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [سورة الأنفال: 62]، وكما قال تعالى: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة التوبة: 88]، فلابد من رجال مؤمنين يخدمون هذا الدين ويحملون هذه الدعوة ويضحون في سيبلها ليتحقق الوعد الإلهي بالنصر وتجري سنة الله بالمدافعة التي هي دائمًا في صالح الإسلام.

ومن هنا نضع ما يجب علينا فعله تجاه هذه الحرب الصليبية الفكرية على أمة الإسلام، وحين ننطلق لمواجهة التنصير فلابد أن نرتكز على مسلمات هامة في هذا الأمر:
* مواجهة التنصير ينبغي أن تكون مواجهة علمية عملية ولا يمكن أن تقوم بأحدهما فقط.

* المواجهة تستلزم الدفاع والهجوم معًا ولن تنجح بغير ذلك.

* لن تنجح أي مواجهة مع التنصير سوى المواجهة القائمة على الالتزام بمنهج السلف في الفهم والتصور والاعتقاد والحركة.

* أن نفهم جيدًا أن هدف المنصرين الأساسي ليس إدخال المسلمين في النصرانية ولكن إخراجهم عن الإسلام.

* أن العلاقة بين معركة التنصير والمعارك الأخرى الدائرة بين الإسلام وأعدائه علاقة وثيقة ومترابطة، باعتبار وحدة الصراع ووحدة القيادة في معسكر الكفر، وبغياب هذا المفهوم يصبح التنصير ثقبًا أسود يبتلع جهود المسلمين وأموالهم ليشغلهم عن المعركة الكبرى في ديارهم.

الخطة العامة لمواجهة التنصير:
تقوم الفكرة الرئيسة لهذه الخطة على عنصر الموجهة الشاملة، وذلك لأن أقوى أسلحة الدعاة في هذه المعركة هو الحق الذي تخضع له النفوس وتطمئن إليه القلوب.

وتحتاج المواجهة إلى ثلاثة عناصر أساسية هي "الكوادر"، و"الإمكانيات"، و"الوسائل".


أولاً: الكوادر:
ونقصد بها الأفراد الذين يملكون من الإمكانيات ما يؤهلهم لخوض هذا الصراع، وهذه المؤهلات تتركز في ثلاث جهات أساسية هي:
1- العلم الشرعي السلفي.

2- العلم بالنصرانية من مصادرها وكتبها.

3- القدرة على التواصل مع العامة والحوار مع الآخرين.

والطريقة المثلى لتوفير هذه الكوادر هو إقامة محاضرات ودورات تعليمية وتبصيرية بالتنصير وخطره وكيفية مواجهته والتدريب على إدارة الحوار مع المنصرين.

إن الغالبية من شاب الإسلام المتدين اليوم تتحرق شوقًا لخدمة دينها، ولكنها تفتقد البوصلة الموجهة والقيادة التي تستثمر جهودهم وتوجهها الوجهة الصحيحة.
* ويقترح في هذا السياق إنشاء مراكز تدريبية وتأهيلية لتدريب الشباب على التصدي للمنصرين.

* استغلال مراكز الدعوة لإدخال مقاومة التنصير كمادة دراسية أساسية.

* إعطاء دورات علمية للخطباء وطلبة العلم حول نقد المسيحية وكيفية مواجهة التنصير.

* إعطاء دورات علمية لشباب المناطق المنكوبة بالتنصير.

* إعطاء دورات علمية لشاب الجامعات والمدارس.

* استنفار الشباب المسلم للاهتمام بهذه القضية عبر جميع وسائل الاتصال ومراكز التجمع.

* تحفيز الدعاة والعلماء على استنفار طلبة العلم للتصدي للمنصرين وشبهاتهم.

* استنفار الطلبة بكليات الدعوة و أصول الدين ومعاونتهم في إعدد البحوث والدراسات للرد على المنصرين.

* استنفار الكتاب والصحفيين للتصدي للمنصرين وكشف خطرهم.

* الترابط بين المهتمين بمواجهة التنصير.

* توجيه الشباب إلى المنتديات ومواقع التصدي للتنصير الإلكترونية للتعلم والتثقف والتدريب على مقاومة التنصير.

ثانياً: الوسائل
وهنا ينبغي لنا أن نرصد أساليب المنصرين ووسائلهم فالتنصير يستخدم جميع الوسائل الإعلامية لنشر سمومه، ولا يصح لنا إلا أن نستخدم الوسائل الإعلامية نفسها " مرئية ومسموعة ومقروءة" في نشر جهودنا وبصورة تناسب جميع المستويات الثقافية، وذلك لخلق ثقافة عامة لدي جميع المسلمين حول حقيقة النصرانية، وتناقضاتها وتحريفها، ونقترح هنا عدة اقتراحات:

* نشر الدراسات المتخصصة في نقد المسيحية بين المسلمين، وبكل الوسائل وفي كل الأماكن وهذا الجانب يعاني من نقص خطير على النقيض تمامًا من الجانب الأخر، حيث توجد غزارة شديدة في الكتابات النصرانية التي تتناول الرد على الإسلام.

* نشر فضائح الكنيسة و المنصرين بين العامة لتكوين حائط سد نفسي تجاه الاجتماع بهم أو الاستماع لهم أو التعاون مع المنصرين.

* نشر الدراسات الإسلامية الخاصة بدلائل النبوة والإعجاز العلمي في القرآن والسنة على نطاق واسع بين المسلمين.

* إنشاء جمعيات ومراكز لمتابعة التنصير والتصدي له على أن يكون مقرها الأساسي في الدول الأوربية؛ لنتحاشى الإغلاق والمصادرة الداخلية.

* تخصيص باب بكل جريدة أو مجلة أو موقع إسلامي للرد على المنصرين.

* توجيه القنوات الفضائية الإسلامية إلى الرد على المنصرين ولو بطريقة غير مباشرة.

* توجيه الدعاة و أصحاب المنابر الدعوة إلى الرد على المنصرين.

* خروج قوافل دعوية إلى المناطق المنكوبة بالتنصير ولابد من تجهيزها بقافلة طبية واجتماعية.

* استنفار هيئات الإغاثة والجمعيات الاجتماعية الإسلامية لمساعدة المسلمين؛ لتكثيف نشاطها في الأماكن المنكوبة بالتنصير.

* استنفار التجار ورجال الأعمال والموسرين مطالبتهم بالإسهام في التصدي للتنصير ولو بكفالة أسرة واحدة، أو طباعة كتاب واحد، أو نشر شريط أو CDواحد.

* مراسلة الهيئات الإسلامية الدولية حول خطر التنصير وانتشاره وتقديم اقتراحات جادة ونافعة لهم.

* مراسلة الجمعيات الطلابية وشباب الجامعة في خطر التنصير وإمدادهم بوسائل مجابهته.

* مراسلة الجامعات العلمية الإسلامية لتخصص منح دراسية لدراسة مقارنة الأديان لأهل البلاد المنكوبين بالتنصير.

* كفالة طلبة العلم والمتصدين لمقاومة التنصير وذلك لنضمن تفرغهم لهذا العمل.

* دعم الأبحاث والإصدارات التي ترد على النصرانية، وتكشف تحريفها وتوزيعها على أكثر عدد ممكن من المكتبات ودور العرض، وجعلها في متناول الجميع.

* إقامة المسابقات بين طلبة المدارس حول الأبحاث الصغيرة في نقد النصرانية وخطر التنصير ورد شبهات المنصرين.

* مزاحمة المنصرين في أماكن انتشارهم كمعرض الكتاب، والتجمعات الشبابية .

* تكوين المجموعات البريدية لنشر الرسائل البريدية على أكبر نطاق ممكن؛ لتحذير المسلمين وتبصيرهم بالنصرانية وتحريفها والرد على شبهات المنصرين.

* إنشاء خط تلفوني ساخن للرد على شبهات المنصرين وإنقاذ من ابتلي من المسلمين بهم.

ثالثاً: الإمكانيات
تتضح حاجتنا إلى الإمكانيات من خلال إمكانيات الخصم ومن خلال الواقع على الأرض، ومن خلال احتياجاتنا التي سردناها من قبل, ولكن عدم توفر الإمكانيات كلها لا يعني أن نهمل الأمر برمته، فعلينا العمل بما هو تحت أيدينا ومحاولة الاستفادة منها إلى الحد الأقصى, فإن الله سبحانه تعبدنا بالاستطاعة، وأن ما نحتاجه بالدرجة الأولى هو شباب مؤمن ومضحي ومستعد للبذل والتضحية للدفاع عن هذا الدين.

وأخيراً
لم يكن أحد من المسلمين يتصور يومًا أن تصبح أكبر دولة إسلامية "إندونيسيا" هي أول دولة يقام على أرضها دويلة تجمع المتنصرين من المسلمين "تيمور الشرقية"، تمامًا كما لم يكن أحد يتصور يومًا ما أن تصبح الأندلس بعد ثمانية قرون دولة نصرانية خالية من الإسلام، ومن قبل الأندلس كانت "أمان الله" التي أصبحت فيما بعد "الفليبين" وكذلك "منشوريا" و"منغوليا" و"تركستان"، وغير ذلك من أرض الإسلام التي خرجت أو خرج منها الإسلام.

ونحن اليوم إذ نطلق هذه الصيحة عن خطر التنصير وانتشاره في مصر -قلب العالم الإسلامي- ننبه أن الأمر خطير ويستدعي تدخل فوري واهتمام بالغ من كل غيور على هذا الدين لاسيما والأمر كله يدور في نطاق معركة الإسلام الكبرى
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [سورة يوسف: 21].

أعد التقرير: مجموعة المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير
Observatory Allaslami to resist Christianization


للمراسلة
resistChristianization@hotmail.com

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1- ولقد نجحت الكنيسة الإنجيلية في مصر من استغلال حالة بعض نصارى مصر من شحن طائفي ووجهت هذه الحالة النفسية لخدمة توجهها فشكلت لجان ومجموعات من كنائس مختلفة لهدف مشترك هو التنصير.

([1]) قطعت الكنيسة الإنجيلية في مصر شوطاً كبيراً نظراً لتلقيهاً الدعم المالي المباشر من الإرساليات والمؤسسات التنصيرية العالمية حتى إن الكنيسة الإنجيلية في مصر أصبحت هي المسئولة عن إرسال المنصرين في الوطن العربي كله فهي التي تتولى ـ وذلك بحسب ما نشرته الكنيسة في جريدة الطريق الصادرة من كنيسة قصر الدوبارة نفسها ـ إرسال المنصرين إلى السودان سواء شمال أو جنوب السودان. وقد تناقلت وسائل الإعلام أخبار إرسال كنيسة قصر الدوبارة لمجموعة من المنصرين إلى العراق عقب الغزو الأمريكي مباشرة.

([2]) كنيسة قصر الدوبارة تتلقى دعم مباشر من السفارة الأمريكية لدرجة أنهم يعقدون كل يوم خميس الساعة السابعة مساءً لقاء لبعض المجموعات من المتنصرين ويحكي فيها أحد المتنصرين قصته دون أن تستطيع الدولة التدخل ولو من بعيد وعلى حد قول أحد المنصرين لنا: "أن كنيسة قصر الدوبارة هو أكثر الأماكن أمناً لهم".

([3]) يعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب مهرجان تنصيري حيث يتم فيه توزيع أكثر من خمسة ملايين كتاب مسيحي على المسلمين وكذلك تبادل أرقام الهواتف والإيميلات بين المنصرين والشباب المسلم وينشط فيه أكثر من 100 دار عرض مسيحية تستخدم الإغراء المادي والجنسي للتعارف على شباب المسلمين ويتم متابعتهم والتواصل معهم بعد المعرض في الكنائس , ولهذا يعد معرض الكتاب موسم البذار لأكثر من50 بالمائة من النشاط التنصيري طول العام.








المصدر: مجموعة المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير